الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حسد الأقارب كيف نتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نحن عائلة ميسورة الحال -ولله الحمد-، ولأبي بنات عم أكبر منه ولديهن أولاد، ولكنهن يحسدننا على المال الذي نملكه، مع أن أبي يساعدهن ولم يبخل عليهن بشيء، خاصة إحداهن دائما ما تقول لديه الكثير من المال يجب عليه أن يصرف علينا شهريا، والمشكلة أن لديها ابن ويشتغل ولا يصرف على أبنائه، فهي بدل أن تكلم ابنها بضرورة إنفاقه على أبنائه وزوجته لأنه قادر على ذلك فهي دائما تريد من أبي أن يصرف عليهم شهريا، ودائما تقول: إن راتبه كبير جدا، مع أن راتبه عادي.

وحتى أخواتها كل ما يرون شيئا جديدا مثلا في البلدة يقولون هذا منه لأن راتبه كبير، يعني نحن لا نعلم كيف نتصرف معهن فأبي دائما يساعد كل من يحتاج ولا يتكبر أبدا، ولكنهم يريدون تملك كل شيء ودائما يحسبون لنا إذا اشترينا بيتا أو سيارة، وحتى أخي عندما اشتغل بدأوا يحسبون كم راتبه! كيف نتعامل معهن على هذا الحسد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة / سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك هذا الحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يبارك لوالدك، وأن يوسع عليك بالحلال، وأن يصلح القلوب والأحوال، وأن يحقق للجميع الغنى والقناعة والسعادة والآمال.

صاحب النعمة محسود، والحسود لا يسود، ولا يوجد في خصال الشر أعدل من الحسد، كما قال معاوية رضي الله عنه: لأنه يتوجه للحاسد فيقتله دون أن يصيب المحسود، فلا تحملي هم من يحسد ولا تتهمي الآخرين بالحسد، وقد أحسن الوالد في بذله وعطائه وأرجو أن تحافظوا على ما يقوم به الوالد؛ فإن في ذلك سعة الرزق والفوز بالأجر، والعطاء سبب لتحقيق الحسد الذي في التقوى والهدية تسل السخية.. فلا تقفي طويلاً أمام ما يحصل، واسألي الله أن يعين الوالد على ما هو فيه من الخير.

واعلمي أننا جميعاً لن نأخذ من الدنيا إلا ما قدر لنا، وتذكروا أن فاعل المعروف لا يقع وإن وقع وجد متكئاً، وخير الناس أنفعهم للناس، ونحن نوصيك بعماتك وبأرحامك خيراً، وأكثري في الدعاء لهن ولوالدك ولنفسك، وشجعي أخواتك على معالي الأمور وكريم السجايا والصفات، ولا مانع من أن تقوموا بإخفاء بعض النعم، واحرصوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، وظن الأهل إن كل شيء جديد وجميل لكم سوف تكشفه الأيام وسوف يتعرفوا على الحقائق من الناس فلا تنزعجوا مما يحصل واجعلوا همكم طاعة الله -عز وجل-، وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه.

ونسأل الله أن يديم فضله عليكم وعلينا وعلى الناس، ومرحبا بكم في موقعك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً