الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطريقة المثلى لترك تضخيم الأمور

السؤال

وصف لي الدكتور حالتي بأنها هوس مع اكتئاب، وأعطاني الوصف ثلاث حبات يومياً والمليريل بجرعات منخفضة، وزناكس ولم أتخلص من الأعراض السابقة إلا بعد أن تخلصت من أحد أصحابي الذين كنت للأسف متعلقاً به، ولا أستطيع مفارقته، وكان شديد التأثير علي، وأخاف منه، وقد أدخلني في جو شديد من الوهم؛ لأنه يعشق العظمة.

السؤال: ما الطريقة المثلى لترك تضخيم الأمور؟ فأنا أحب بسرعة وبقوة، وأكره بسرعة وبقوة، وما آثار الأدوية السابقة؟ وقد استعملتها 8 أشهر ولم تفعل إلا النوم، مع وجود التجهم والعبوس، وهل تؤثر في الحيوانات المنوية والانتصاب؟ وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأولاً: الطريقة المثلى لترك تضخيم الأمور هو أن يعبر الإنسان أول بأول عن كل شيء في خاطره، خاصةً الأشياء التي لا ترضيه، فترك الأشياء الصغيرة لتتراكم وتتضخم يؤدي إلى تضخيم الأمور في بعض الأحيان وبصورة فجائية، فهذا شيء ضروري جداً، وهو أن تعبر عن ذاتك أولاً بأول.
الشيء الثاني وهو دائماً -أيها الأخ الكريم- أن تتذكر أن الأمر إذا كان ضخماً بالنسبة لك فهو قد يكون صغيراً جداً بالنسبة لآخرين...وهكذا، حيث إن الأشياء التي يراها الآخرون ضخمة قد يراها البعض بأنها غير أساسية أو ضرورية، والعكس كذلك.
ومن هذا المنطق حين نتذكر أن ما نضخمه قد لا نعطي أيّ شيء للآخرين، هذا إن شاء الله سوف يقلل من الميول الذي تعاني منه، وهو تضخيم الأمور.
فإذن خط العلاج هو شيئان، الشيء الأول: هو التعبير عن النفس، والشيء الثاني: هو تذكر أن ما يكون ضخماً بالنسبة لك ربما يكون صغيراً عند الآخرين ...وهكذا.

أما بالنسبة لحالتك التي تعاني منها وهي الهوس مع الاكتئاب، أو ما يسمى بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، فالتوجه الصحيح لعلاج مثل هذه الحالات الآن هو عن طريق تناول الأدوية التي تثبت وتنظم المزاج، ومن أفضل هذه الأدوية العلاج الذي يعرف باسم (كربونات اللثيم ) والدواء الثاني يعرف باسم دباكين، والدواء الثالث يعرف باسم تجرتول.
هذه هي الأدوية الجيدة والسليمة والحديثة والأفضل لعلاج اضطراب الهوس الاكتئابي.
أما بالنسبة للملريل والذي تتناوله الآن، فأود أن أطلعك أنه ومنذ حوالي العام تقريباً توصي كل المنظمات العالمية التي تبحث في الأدوية أن لا يستعمل الملريل بعد ذلك، وقد أوقف في كثير من الأسواق، وذلك بعد أن اتضح أنه ربما يؤدي إلى صعوبات وتغيرات في تخطيط القلب، خاصةً بالنسبة لكبار السن.

أما بالنسبة للزاناكس، فهو من الأدوية الجيدة والممتازة لعلاج القلق والتوتر والمخاوف، كما أنه يحسن النوم، ولكن يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى تعود أو إدمان فلذا لا أنصح باستعماله لمدة تفوق الثلاثة أسابيع.

هذه الأدوية التي ذكرتها لا تؤثر على الحيوانات المنوية، ولكن الملريل يؤدي إلى ضعف في إفراز السائل المنوي، ولذا قد يشتكي الكثير من الذي يتناولونه أن كمية الإفراز المنوي لديهم قد قلت، فهو يؤثر على كمية الإفراز المنوي، ولكنه لا يؤثر على الحيوانات المنوية في حد ذاتها، وله أثر سلبي بسيط على الانتصاب .

نصيحتي لك مرة أخرى هي أن تتناول أحد الأدوية المثبتة للمزاج، وإذا كان الاكتئاب شديداً بالنسبة لك، فلا مانع أن يضاف أيضاً لها أحد الأدوية التي تعالج الاكتئاب، مثل الزيروكسات، ولكن لا ينصح باستعمال الأدوية المضادة للاكتئاب أكثر من ثلاثة إلى أربعة أشهر.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً