الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت لذة الحياة لشعروري بقرب أجلي .

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، عمري 21 سنة، قبل 40 يوما كنت مثل أي شاب عادي، أمارس حياتي العادية ولكن في إحدى الليالي شعرت بدوخة بسيطة وبأن روحي ستخرج وأنني سأموت، ليلتها نمت ورأيت حلما مزعجا أموات ومقابر، وفي اليوم الثاني استيقظت وأنا مفزوع، وأقول في نفسي بأن هذه إشارة الموت، ومنذ ذلك اليوم وأنا فاقد للذة الحياة، فأي شيء أفعله أربطه بالموت، وأي شخص يريدني أن أذهب معه لمكان ما أقول له: الله كريم -إذا عشت وبقيت على قيد الحياة-.

كانت لدي طموحات وأحلام، فأصبحت كلها بلا معنى، وهذه الحالة تأتيني على شكل نوبات، وأشير إلى نومي حيث يكون هادئا في الليل، ولكن إذا صحيت أفقد اللذة في يومي، كما وأفقد الشهية في الطعام، وأصاب بدوخة في بعض الأحيان، أرجوكم ساعدوني، فهل ما أشعر به بمثابة عقاب من الله على تقصيري؟ وهل يستطيع الفرد شفاء نفسه دون أدوية؟

فقدت اللذة في العبادة، أظل طوال الوقت خائفا، وأيضا أخشى مقابلة الناس، وأشعر بأنها آخر مرة سيشاهدونني فيها، فهل هذا أمر طبيعي، أم أنها من علامات قرب الأجل؟ في بعض الفيديوهات على اليوتيوب دائما أقول في نفسي إذا كانت نهاية كل واحد هو الموت فلماذا عليه العمل والدراسة إلى آخره من أمور الدنيا؟!

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأعراضك واضحة جدًّا، وكلها تُشير إلى حالة نفسية بسيطة نُسمِّيها بـ (قلق المخاوف الوسواس) فهنالك قلق، وهنالك مخاوف، وهنالك وساوس، وكلها قائمة حقيقة على معتقدات خاطئة، الآجال بيد الله، ولا أحد يعرف وقت ويوم ومكان موته، الموت حقيقة ثابتة، لا جدال حوله، والإنسان يجب أن يعيش الحياة بقوة ودون وسوسة، ويتوكل على الله، ويعمل لآخرته، ولا ينسى نصيبه من الدنيا.

هذه – أخي الكريم – هي المفاهيم التي يجب أن تُرسِّخها وتتجنب خلافها، وتعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليُخطئك.

أنت – أخي الكريم – ما تعتقده حول أعراضك هو بحثك عن نوعٍ من التفسير لها، وأنا أقول لك التفسير الذي هيمن على تفكيرك ليس تفسيرًا صحيحًا، هذه حالة مرضية نفسية طبيّة بسيطة، وعلاجها يتمثل في: التجاهل التام، وأن تعيش الحياة بقوة.

وأنا أرى أن الدواء مهمٌّ جدًّا في حالتك، والحمد لله تعالى الآن بين أيدينا أدوية سليمة وفاعلة، أهمية الدواء تأتي من خلال ما ذُكر حول الاضطرابات التي تحدث في كيمياء الدماغ لموادٍ تُعرف بالموصِّلات العصبية، واضطراب هذه المواد هو الذي يؤدي إلى ظهور هذه الأعراض، هذه أحد النظريات العلمية المعتبرة، والدواء أثبت جدواه، وأريد أن أُطلعك – أيها الفاضل الكريم – أن الدواء حين يتم تناوله بالجرعة الصحيحة وبالطريقة الصحيحة، ومن خلال الطبيب الصحيح، ويكون هنالك التزام به؛ قطعًا سيكون ذا فائدة ولن يُسبِّب أي ضرر.

أحد الأدوية التي سوف تفيدك هو عقار (سبرالكس)، والدواء الآخر هو عقار (زولفت)، وأرجو أن تذهب إلى الطبيب ليقوم بفحصك ويكتب لك الدواء، لأن هذا سوف يزيد من قناعتك بأهمية الدواء وضرورة تناوله، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً