الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشك في التاريخ والأحاديث

السؤال

السلام عليكم.

أشتكي من وسواس في موضوع التاريخ والأحاديث، أحيانا يخطر ببالي ما الدليل على صحة هذا الحديث؟ وما الدليل على أنه من كتاب البخاري ومسلم الصحيح حقا؟ وماذا يجعلني أتيقن أن الرسول قال هذا؟ ولم أصدق أنه كان هناك رجل يسمى أبا جهل.

الرجاء المساعدة وعدم التجاهل؛ لأن الأمر أصبح صعبا علي حتى أن الشك تسرب في كثير من الأمور، لدرجة أن الأستاذ سألني أتدرس في الأزهر أم في غيره؟ فترددت قبل الإجابة، وقد عرض علي الذهاب لطبيب نفسي، ولكني لا أريد، الرجاء المساعدة.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يمن عليك بالعافية، والجواب على ما ذكرت:
لا شك أن الوسواس مرض يصيب الإنسان في عقله أو في سلوكه، فيجعله في حالة من التردد والشك في كثير من أموره، والذي لديك هو الوسواس في الفكر، تشك في صحة الحديث، وهل قاله الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعلا، وتشك في الحقائق التاريخية، وكل هذا يحتم عليك أن تقف مع نفسك وقفة جادة في السعي للخلاص من هذا الوسواس.

- وهناك طريقان للخلاص منه:
الطريق العام:
وهناك أمور لو حافظت عليها لذهب عنك الوسواس، مثل الإكثار من الذكر والمحافظة على الصلاة، وقراءة القرآن والاستغفار، فإن الذاكر لله تعالى ينصرف عنه الشيطان؛ وتزول عنه الوسوسة، قال ابن تيمية: "والوسواس يعرض لكل مَن توجَّه إلى الله، فينبغي للعبد أن يَثبُت ويصبر ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة، ولا يضجر، لأنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان، قال تعالى: ﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76]، وكلما أراد العبد توجهًا إلى الله بقلبه، جاء الوسواس من أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله أراد قطْعَ الطريق عليه".

- ومن طرق الخلاص من الوسوسة: الالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء بصِدق وإخلاص، كي يُذهِب عنك هذا المرض.

- ومن الطرق أيضا طلب العلم، فإن في طلب العلم إجابات شافية لما طرأ عليك من تساؤلات، ولكن إذا وجدت الجواب لا ينبغي لك الأعراض عنه، أو التردد فيه، بل عليك الأخذ به.

- أما الطريق الخاص للخلاص من الوسواس: اتباع ما ثبت في لسنة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته" رواه البخاري، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا، خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل: آمنت بالله. وفي رواية: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق السماء؟ من خلق الأرض؟ فيقول: الله ثم ذكر بمثله. وزاد: ورسله " رواه مسلم.، وهذا من نوع الوسواس الفكري مثل الذي عندك.

ويمكن أن نستخلص طريقة علاج الوسواس من هذين الحديثين، وذلك بالآتي:
* قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم عندما يطرأ عليك الوسواس.
* ثم قل آمنت بالله ورسوله، أو قل آمنت بالله ورسله. 
* اترك التفكير أو الاستطراد في الوسواس فلا تلتف لما جاء فيه مطلقا، مهما كان الأمر، ولا تفكر فيه أبدا، ولا تذكر ما تجد لأحد.

قال ابن حجر الهيتمي: "للوسواس دواء نافع هو الإعراض عنه جملة، وإن كان في النفس من التردُّد ما كان، فإنه متى لم يلتفتْ لذلك، لم يثبت، بل يَذهَب بعد زمن قليل، كما جرَّب ذلك الموفَّقون، وأما مَن أصغى إليها، فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثير ممن ابتلوا بها، وأصغوا إليها وإلى شيطانها".

كان الله في عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا عمار سعيد

    الله يعينك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً