الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط إجراء عملية تحويل الجنس

السؤال

ماذا أفعل عندما أعجز عن التعالج من مرض ما ولا تكون لي حياة بسبب هذا المرض وهناك طريقة واحدة لكي أعيش حياتي يجب أن أعيشها ....
يا فضيلة الشيخ ما حكم اللجوء الى عملية التحول الجنسي علما بأنه ليس فقط لمجرد الرغبة بل لمرض أصابني من الطفولة وهو اضطراب الهوية الجنسية وكنت من 4 أعوام كالفتاة ولم يكن علي كفل أو صدر مني أي شي مذكر ومع وجود الاضطراب تعرضت لتحرش جنسي من قبل ابن عمتي وصديق مقرب من العائلة واثنين من إخوتي واستمر التحرش لمده 9 سنوات حتى بلوغي 14 من عمري مما دمر لي حياتي وجعلني أعيش في غابة سوادء فلم أكن أعرف لمن ألتجئ لغير ربي فقد احتجت إلى شخص كي يحميني من إخوتي والناس الآخرين لكن عندما ذهبت لأبي وتكلمت معه رفضني واتهمني بالغباء واستمر الحال على التحرش وعدم اهتمام والدي بي وعنايته بإخوتي الآخرين وعندما أخبرت العائلة بكل ما جرى منهم وأنا بالـ 14 سنة اتهمتني عائلتي بأني الذي كنت أريد ذلك وأنها غلطتي وليست غلطتهم ولم يتكلم أبي أو أمي أو أخي وأختي الأكبر مع إخوتي المتحرشين بي بل وكان الضحك والحب بينهم ورمي اللوم علي وأن القدر الذي فعل ذلك وكل هدا زاد من معاناتي ومن شدة مرضي فكنت ألتجئ إلى ربي وكنت أعرف أنه لا يصح أن أكون فتاة وكنت أحاول أن أكون ذكرا كما خلقني ربي لكن بدون جدوى فقد كنت كالفتاة بكل شيء حتى أن أهلي واصدقائي ومن حولي لا يستطيعون معاملتي كذكر وتكون لدرجة أن أهلي لا يوافقون أن أكون مع ذكر آخر لكن مع أنه لا تجمعنا إلا الصداقة بيننا وبعد بلوغي 14 سنة ذهبت من نفسي إلى أخصائيه نفسية في السعودية وكانت فترة علاجي سنتين لكن بدون جدوى فأصبحت أنثى من الداخل وشبه ذكر من الخارج علما بأن حالتي النفسيه والأنثى التي بداخلي تحكم بجسمي حتى صار هناك ارتفاع في معدل هرمون الأنوثه وصوتي وشكلي كالأنثى حتى أنه لدي صدر كالفتاة ولقد لجأت للانتحار لمرات عديدة لكن عند وصولي 17 توقفت خشية من ربي وأنا الآن في 18 فما أريده بالعملية هو أن أعيش حياتي في تناسق روحي وعقلي لأني مكتملة الأنوثه من الداخل وذكر بعضوي فقط ليس هناك شيء آخر يدل على ذكوريتي يا فضيلة الشيخ العملية ليست من باب الرغبة وما يقوله عقلي بل من باب الضروره لحياتي وعجزي على تكملة حياتي كذكر لأنه لن تكون لي حياة كذكر أكرر من باب الضرورة وليس من باب الهوى علما أن الطب لم يستطيع علاجي وسوف أكون هكذا مدى الحياة وشكرا وآسف على مطولتي للحديث لكن أنا ألتجئ إلى ربي دائما ومنذ صغري علما وقد سألتك بهذه الفتوى علما بأن ربي لا يترك عبدا له يتعذب في دنياه منذ صغره.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

لقد أخطأت أسرتك في تجاهلها لما ذكرته من التحرشات، والواجب عليك هو تجنب الخلوة بأولئك، ولا حرج في إجراء عملية التحويل إذا ثبت بالفحوصات أن الأجهزة الداخلية هي أجهزة أنثوية.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن من واجبك الحذر من الانفراد مع أولئك الذين تعودوا على التحرش بك، وقد أخطأت أسرتك فيما ذكرته عنها من عدم المبالاة بما تعرضت له.

وفيما يخص موضوع سؤالك، فقد ذكرنا من قبل أن تحويل الجنس منكر، ولا يجوز الإقدام عليه في الحالات العادية.

ولكن أهل العلم قد أقروا أنه إذا تبين بالفحوصات أن الجهاز التناسلي لدى الشخص هو جهاز أنثى وهو في الظاهر جهاز ذكر فإنه لا بأس عليه في إجراء عملية التغيير. وينبغي مراجعة الفتوى رقم: 22659.

وعليه، فالواجب أولا هو إجراء فحص طبي، ثم العمل طبقا لما ثبت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني