الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بادر بالتوبة والعمل الصالح ولا تيأس من رحمة الله

السؤال

أنا وقعت في أعمال محرمة شربت وسرقت من المساجد ومن البيوت وأدخن ووالدي غاضبان علي وكانوا يدفعون لي رسوم الجامعة وأصرفها وأعمل العادة السرية وقد أفسدت كثيرا فما العمل؟ملاحظه: كنت من رواد المساجد وملتزماً وكنت أحفظ13جزءا من القرآن. اللهم اغفر لنا ولكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فإننا نوصيك بتقوى الله سبحانه وتعالى والتوبة النصوح وعدم اليأس من رحمة الله، قال ‏تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ ‏الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53]‏
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ ‏سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ‏مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى ‏كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [التحريم:8]‏
فدلت هذه الآية على وجوب التوبة النصوح الصادقة ( المشتملة على شروطها).
كما ‏نذكرك بأن الله سبحانه يفرح بتوبة عبده كما جاء في الحديث:" لله أشد فرحاً بتوبة عبده ‏من أحدكم وقد أضل راحلته بأرض فلاة". ‏
وقال الله تعالى في الحديث القدسي: ( يا أبن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ‏على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا ‏تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة" رواه الترمذي وقال: حديث حسن. قال الإمام ابن ‏رجب الحنبلي: وقوله: ( إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ‏أبالي) يعني: على كثرة ذنوبك وخطاياك، ولا يتعاظمني ذلك ولا أستكثره) ومما يكفر ‏الذنوب الإكثار من الأعمال الصالحة كما قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ ‏اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) (هود:114)‏.
وقال صلى الله عليه وسلم: " اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس ‏بخلق حسن"‏.
وأهم هذه الأعمال: المحافظة على الفرائض من الصلاة والصوم…إلخ واجتناب الكبائر ‏والمحرمات كالزنا، وشرب الخمر، والسرقة…إلخ ومما يعين على ذلك تغيير البيئة والمكان ‏والانتقال إلى بيئة صالحة واتخاذ رفقة صالحة تدلك على الخير وتعينك عليه، ولا يخفى أثر ‏الرفقة على الفرد والمجتمع وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرء على دين خليله ‏فلينظر أحدكم من يخالل أو من يصاحب".‏
فحافظ على المسجد كما كنت سابقاً، وراجع حفظك للقرآن الكريم، وتعلم العلم ‏الشرعي النافع، وبادر بالتوبة قبل حلول الأجل، وأخلص النية في ذلك نسأل الله لك ‏التوفيق، وقد سبقت أجوبة مفصلة عن العادة السرية، وعن التوبة نحليك على بعضها ‏للفائدة وعدم التكرار ، راجع رقم: 7170 4603
والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني