الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

امتناع الشخص عن كتابة الباطل هو الصواب

السؤال

في هذا اليوم عندما دخلنا إلى مادة النشاط العلمي و خصوصا أنني مع خلاف مع المعلم في مسألة علمية وقد أغلقنا ملفها ولكن هذا اليوم في آخر الدرس قال لنا إننا سنكتب نهاية الدرس الذي نكتبه وأنه هنالك بعض التلاميذ الذين لن يعجبهم الذي سنكتبه و نظر إلي و نريد أن نكتب و من بعد قال إن البشر والحيوانات كلهم أتوا من شخص واحد يعني من كائن واحد و لكن بعد مر العصور كل حيوان أو شخص أخد كونه و أنا توقفت عن كتابة تلك الجملة لأنني قلت له إن الإنسان لا علاقة له مع الحيوانات و أن الله هو الذي خلقه وخلق كل ما في الأرض و السماء و أن الحيوانات و الإنسان لم يكن لهم كائن مشترك أبدا وأن تلك النظرية العلمية غير صحيحة و قال لي إذن ائتي لي بالدليل على ما تقوله و لا أريد دليلا يتعلق بالدين و قلت له إن تلك المسألة لا يتقبلها العقل و لا الفكر الصحيح و الإنسان العاقل الذي يميز بين الطيب والخبيث و قال لي إنني آخذ موقفا من الدين و قلت له أن لا علاقة بالدين بما أقوله فقط لا أريد أن أكتب تلك الجملة لأنها غير صحيحة أبدا و أن لكل واحد معتقداته وعلى كل شخص أن يحترم الآخر وأن لا أريد أن أكتبها فلدي أسبابي الخاصة وهذا شأني وقال لي إنها نظرية علمية ولا يقول إنها صحيحة أو كاذبة و لكن يمكن الأخذ بها و قال لي إن علي أن أخرج من الجحر الذي أنا فيه و قلت له إننا في دولة علمانية و ديمقراطية رغم أن مفهوم الديمقراطية هي كل القوانين التي فيها مصلحة الناس وأننا لدينا الحق في الاختلاف وعندما خرجت من القسم قلت لزميل لي جزائري أن كتبها و قال لي لا و لكن المعلم لم يقل له أي شيء و هاجمني أنا لأنني أن الذي كنت دائما أقول له لا ذلك غير صحيح و قال لي زميل آخر من أصل أمريكي هل رأيت يا محمد الإنسان أتى من القرد حتى المعلم يقول ذلك أنت وحدك الذي لا تقبل تلك النظرة العلمية و أجبته بأن المعلم هو أيضا مسيحي أو ملحد و أنا أكثرية التلاميذ في القسم مسيحيون و لا يعرفون شيئا عن الإسلام و قال لي إنني إنسان متطرف و أن المسلمين حتى هم يعتقدون بتلك النظرية و أجبته أنه عليه أن يسكت و أنه لا يعرف أي شيء عن الإسلام سوى الصورة المسيئة التي تنشرها وسائل الإعلام الأوربية و الأمريكية و إن كنت متطرفا كما يقول و ما دخله في الموضوع و أنا لست متطرفا أبدا بل أتبع الحق أهل السنة و الجماعة و السلف الصالح و قلت له إن عليه أن يغير نظرته إلى الإسلام و أن لا يمسه أبدا بكلام سيء و كل الزملاء الآخرين ينظرون إلي بنفس النظرة و قال أحدهم أنا لا أحب مواقف محمد و خصوصا في ما يقوله عن الإسلام و للمزيد عن المعلومات أنا صاحب السؤال رقم:2161794 و الرقم 2161801 فإذن هل ما فعلته صواب إنني لم أرد أن أكتب تلك الجملة لأن الإنسان عندما يكتب شيئا فهو يعني موافق على ذلك الشيء الذي يكتبه و كيف أتعامل مع زملائي و خصوصا أنهم من الأمريكيين و الانجليز و الدنمارك و الفرنسيين و الأسبان كما إنني أوجد في بلاد الغرب و لا داعي أن تشيروا لي إلى الفتاوى عن العيش في الغرب لأنني تفحصتها و أيضا لماذا ليس هنالك علماء يأتون إلى أوروبا من أجل التعريف بالإسلام علماء مشهورون و أن يطلبوا من القنوات الأوربية استضافتهم لكي يشرحوا للغرب ما هو الإسلام لأن هنا الكثير لا يعرف عنه سوى ما يراه في التلفاز.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الرد على سؤالك، نريد أولا أن نزيدك معرفة بنظرية دارون المعروفة بنظرية النشوء والارتقاء أو بنظرية الانتخاب الطبيعي، ولك أن تراجع فيها فيما قيل عنها فتوانا رقم: 4755.

وما فعلته من الامتناع عن كتابة الجملة المذكورة هو الصواب، لأنها تشتمل على منكر يجب إنكاره حسب الاستطاعة.

وفيما يخص تعاملك مع زملائك المذكورين، فينبغي أن تحرص في تعاملك على دعوتهم إلى الإسلام وتعريفهم به، ويمكنك أن تنتهز الكلام عن بطلان نظرية النشوء والارتقاء ضمن الدعوة إلى الله.

ولتكن دعوتك لهم بتوخي الحكمة والجدال بالتي هي أحسن واختيار الكلمات المؤثرة، كما قال تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {النحل:125}

واعلم أنك إن وفقك الله إلى أن تكون سببا لهداية بعض هؤلاء فإنه يكون لك بذلك خير كثير، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله على يديك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. متفق عليه.

واصبر واحتسب فيما يصيبك من أذى فإنك مأجور بكل ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني