الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم جهر الإمام والمأمومين بالأذكار بعد الصلاة

السؤال

عينت إماما في مسجد جديد في حينا (في حمص-سوريا) وكما هو معلوم لديكم في بلاد الشام بشكل عام هناك زيادات في العبادة لا يطمئن لها القلب منها زيادة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الأذان -...
بالنسبة لي: الأذكار بعد الصلاة ينبغي علي كما في باقي المساجد أن أذكر الأذكار بصوت عال والتسبيحات أقول سبحان الله فيذكر المأموم سبحان الله 33 مرة وهكذا... راجعت المسألة وجدت قول الشافعي رحمه الله : وأختار أن يذكر الإمام والمأموم بعد الانصراف من الصلاة ويسران إلا أن يكون إماما يجب أن يتعلم منه. والحقيقة أن الناس محتاجون لتعلم الأذكار المشروعة بعد الصلاة والتي أذكرها وأذكر بعدها بعضا من أذكار الصباح، أما بعد صلاة العصر فبعد الاستغفار ....وأنتهي من لا إله إلا الله .....اللهم لا مانع لما أعطيت ...وأكمل سبحان الله والحمد لله والله اكبر بصوت منخفض...وعندما تركت رفع الصوت بالذكر بعد الفجر لامني والدي وأخبرني بان الناس لا يذكرون ويقومون عندما ذكرت وحدك، وأخبرني شخص آخر بان الشيخ فلان عندنا الشيخ إسماعيل المجذوب جزاه الله خيرا لا نزكي على الله أحدا ولكن نحسبه من أقرب المشايخ إلى السنة وهو يذكر الأذكار بحيث يقرأ الناس بعده يقول سبحان الله فيذكرون سبحان الله العدد المسنون 33.... وكذلك قل هو الله أحد فيقرأ المأمون الإخلاص..وهكذا..
والمسألة الثانية: تركت دعاء القنوت مرة، فظنوني نسيت وسجد بعض المأمومين مع أني لم أسجد للسهو، وعدت أقنت باستمرار بعد الفجر، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: من فعله فهو سنة ومن تركه فهو سنة
أرجو إفادتي من عندكم وتوجيه النصائح لي وجزاكم الله خيرا، ونتمنى لإخواننا المسلمين الخير في كل مكان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل أنه لا يشرع للإمام والمأمومين قراءة الأذكار المأثورة بعد فريضة الصلاة جهرا بصفة جماعية إلا في حالة ما إذا احتاج المأمومون لتعلم تلك الأذكار بناء على ما اختاره الإمام الشافعي كما تقدم في الفتوى رقم: 7444.

وبناء على ذلك؛ فإذا لاحظت أن المصلين معك يحتاجون كلهم أو بعضهم لتعلم تلك الأذكار فلك الجهر بها حتى تعلم أنهم قد تعلموها ثم تقتصر على الإسرار بها مع التلطف بجماعة المسجد ببيان حكم المسألة لهم حتى يقتنعوا بذلك، ولا يشعرون بالحرج والضيق من عدم الجهر المعتاد عندهم.

والقنوت في الصبح مشروع عند كثير من أهل العلم، وبالتالي فلا حرج عليك في المواظبة عليه، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 64087.

وسجود بعض المأمومين ظنا منهم نسيانك للقنوت لا يبطل صلاتهم، ولعلهم مقلدون لمذهب الشافعية الذين يستحبون سجود السهو لترك القنوت، ويستحبونه للمأموم إذا تركه الإمام.

وصيغة الأذان توقيفية لا تشرع الزيادة عليها بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولا بغيرها. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 54895.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني