الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حب النساء والزواج بهن من دلائل كمال الرجولة عند الرجال

السؤال

أنا شاب مسلم هاجرت إلى كندا مع أهلي منذ عدة سنوات، مشكلتي هي مع زميل لي في المدرسة وهو كندي مسيحي فهو دائما يتعرض لديني ويقول أشياء غير مناسبة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فمثلا يقول عنه إنه كان يحب النساء ولهذا تزوج عددا كبيرا، وإحداهن كانت طفلة صغيرة وهذا يعتبر اغتصابا وليس زواجا، وأنه كان يغزو البلاد الأخرى ويقتل الناس ويجبرهم على دخول الإسلام بحد السيف.
أرجو أن تخبروني كيف أتصرف مع هذا الشخص مع أنه شخص محبوب في المدرسة وهو من المتفوقين دراسيا ولكم الشكر الجزيل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من سلبيات السفر لبلاد الكفر أن يعيش الإنسان في مجتمع يقل فيه العلم الشرعي ويكثر الجهل والإلحاد ويتقوى فيه أهل الباطل ويعتزون بباطلهم وانحرافاتهم، ولذا ذكر أهل العلم أنه لا يجوز السفر لبلاد الكفر إلا لضرورة مع الأمن من تأثر المسلم بما عند الكفار.

وأما ما ذكره هذا الكندي فهو غير مشكل .....

فأما مسألة حب النبي صلى الله عليه وسلم للنساء فهو صحيح ولكنه ليس عيبا، فحب النساء أمر فطري في الرجال الطبيعيين. وقد قال الله تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ. {آل عمران: 14}.

فحبهن والزواج من دلائل كمال الرجولة عند الرجال، وقد ذكر أهل العلم أنه صلى الله عليه وسلم تزوج كثيرا منهن لينقلن عنه ما يخفى من الأمور عن الرجال كأمور الطهارة وما أشبهها، ولم يعرف عنه الاشتغال الكثير بهن أيام شبابه، وإنما تزوج أكثرهن في العقد الأخير من عمره، وكان ذلك لمصالح اجتماعية ودعوية، وما كان لتتبع الشهوات، وإنما نشأ هذا الفكر عند الغرب بسبب النظرية الفاسدة عند بعض النصارى الذين يرون أن الرهبان والقساوسة لا يتزوجون.

وأما عائشة رضي الله عنها فقد ذكر أهل العلم أنها كانت قد شبت شبابا حسنا في وقت مبكر، وأنه صلى الله عليه وسلم دخل بها في السنة التاسعة من عمرها، والسنة التاسعة بعض النساء يلدن فيها أحيانا في تلك العصور، وكان الصحابة يزوجون بناتهم في سن أصغر من هذا، ثم إنه تزوجها صلى الله عليه وسلم بإذن من أبيها وقد كانت هي رضي الله عنها تفخر بزواجها، وأنها الوحيدة التي تزوجها بكرا، وهذا يفيد أن زواجها بعيد من الاغتصاب.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها للاطلاع على المزيد فيما ذكرنا، وعلى مسألة جبر الناس بالسيف على الدخول في الإسلام وكيفية التعامل مع هذا الطالب: 10326، 13991، 60321، 66840، 76473، 78538، 12207، 34483، 40373، 73832، 76362، 6828، 108347.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني