الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز أن أقول لمن ظلمني أنت ظالم

السؤال

سؤالي هو : هل يجوز أن أقول لشخص ظلمني "أنت ظالم" حيث إني سمعت من بعض المشايخ أنه لا يجب أن تقال هذه العبارة؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

يجوز للمسلم أن يواجه من ظلمه بظلمه.. وإن كان الأولى له أن يعفو ويصفح.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجوز للشخص أن يواجه الظالم بظلمه ويقول لمن ظلمه: أنت ظالم... ؛ فقد قال الله تعالى: لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا {النساء:148}.

قال أهل التفسير: يباح للمظلوم أن يجهر بالدعاء على ظالمه، وأن يذكره بما فيه من السوء، وقيل: معناه لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد؛ إلا أن يكون مظلوماً.

وقد ذكر النووي في شرح مسلم أن من صور السباب المباحة أن يقول المظلوم يا ظالم أو يا أحمق أو نحو ذلك. وقال المناوي: للمسبوب أن ينتصر ويسبه بما ليس بقذف ولا كذب كيا ظالم ولا يأثم, والعفو أفضل. انتهى.

وقد ذكر بعض شراح خليل أن المتخاصمين في مجلس القضاء يجوز أن يقول أحدهما للآخر ظلمتني, ولكن إذا قال له يا ظالم يؤدبه القاضي منعا لإيذاء أحد المتخاصمين صاحبه، ولكن هذا خاص بمجلس القضاء.

والإسلام وإن كان أباح للمظلوم الدعاء على ظالمه ومواجهته بظلمه.. ؛ فقد رغبه في العفو والصلح والدفع بالتي هي أحسن.. ورتب على ذلك الخير الكثير والأجر العظيم ؛ فقال تعالى: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ* وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ* إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ {الشورى:40،41،42}

وقال تعالى: وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى {البقرة:237}

وقال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}

وللمزيد انظر الفتويين: 56122، 17572.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني