الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعوة إلى الله عن طريق الإنترنت.. الواجبات والمحاذير

السؤال

أنعم الله علي بإجادة اللغة الانجليزية وكذلك استخدام الحاسوب والانترنت وأنعم علي أيضا ببعض العلم الشرعي، وأنا أريد أن أستخدم هذه النعم في دعوة غير المسلمين إلى دين الله عن طريق الدخول إلى غرف الشات الخاصة بهم وإرسال بعض الرسائل الدعوية وأسماء بعض المواقع الداعية للإسلام بلغات مختلفة وكذلك بعض الكتب الالكترونيه الموضحة لحقيقة الدين وكشف الشبهات عنه، وذلك كما قلت عن طريق التحدث معهم عبر البالتوك والشات وأستعين بالله على ما فيها من الفساد فانا لا أريد سوى تبليغ دين الله وهذه الوسيلة لاشك قضت على حاجز المكان، فما رأي السادة العلماء في ذلك وبماذا ينصحونني، فما كنت قاطعا أمرا حتى تشهدون..
كما أريد أيضا دعوة المسلمين ببعض المواعظ والحكم والآيات والأحاديث ولكن ذلك أيضا يتطلب مني الدخول إلى مواقع وغرف يكثر فيها الفساد وان شاء الله مستعينا بالله أتجنب الفتن ويعلم الله أني ما أردت هذا إلا غيرة علي دينه.
فالقلب يدمى حينما يجد هذه الوسائل مستغلة في معصية الله، فأفيدوني يرحمكم الله وانصحوا لي فاني أحب الناصحين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا على حسن قصدك في استغلال مواهبك في طاعة الله تعالى وخدمة دينك.

ولا شك أن الإنترنت أصبح من أوسع المجالات للدعوة إلى الله تعالى في مشارق الأرض ومغاربها بأيسر وأسرع الطرق، ولكنه في الوقت نفسه من أيسر سبل الشيطان، سواء في باب الشبهات أو باب الشهوات، وعليه فلا بد لمن يريد استغلاله في الخير أن تتوفر فيه مؤهلات النجاح في هذا الباب، وتتوفر كذلك أسباب الوقاية من شره ومفاسده.

ومن أهم المؤهلات في الدعوة إلى الله عموما تحصيل العلم الشرعي الذي به يُبلِّغ العبد مراد الله وأحكام دينه بفقه وحكمة ووعي لأحوال المدعوين. كما أن من أهم أسباب الوقاية من شر الإنترنت العلم بمخاطره ودواعي الفساد فيه، ومراقبة العبد لربه، ولحال نفسه دائما، بحيث يحسن التقدير إذا تعارضت المصالح والمفاسد. فإذا توفرت فيك هذه المؤهلات ووثقت من نفسك أو من الوقوع في الفتنة فتوكل على الله وتقدم إلى ما تريد القيام به، وينبغي أن لا يغيب عنك أن السلامة لا يعدلها شيء، وأن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع. فإذا عرضت للإنسان فتنة من شهوة أو شبهة فعليه أن يجنب نفسه إياها. وأن يبحث لنفسه عن أبواب أخرى للخير يفيد بها نفسه والمسلمين.

وقد سبقت بعض الفتاوى تفيد السائل الكريم، وهي بالأرقام التالية: 8254، 24166، 9584، 36022، 23350، 9485.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني