الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدجاج الذي يوضع في الماء قبل تطهيره من الدم المسفوح

السؤال

لدي سؤال متعلق بالأطعمة أرجو من مشايخنا توضيح الرأي الشرعي جزاهم الله كل خير....
السؤال: فيما يخص الدجاج و طريقة ذبحه و نزع الريش منه سواء في بلاد الكفر أو غيرها من بلاد المسلمين، هناك أخت من فرنسا تقول بأن عملية نزع الريش للدجاج بعد ذبح الدجاجة تكون بواسطة وضع الدجاجة في الماء الساخن و هذا يؤدي إلى نجاسة الدجاجة، و لقد استدلت بهذا الحديث و أقوال العلماء حوله، حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن ميمونة سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن فأرة وقعت في السمن فماتت فقال ألقوها و ما حولها وكلوه.
لذلك ترجوا من مشايخنا توضيح الأمر بكل تفصيل لنزع اللبس القائم، وجزاهم الله كل خير، وأطال الله في عمرهم، وفي الأخير أرجو من المسؤول عن قسم الفتاوى إرسال نسخة من الإجابة إلى بريدي الإلكتروني جزاه الله خيرا، و مأجور إن شاء الله.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

إذا كان الدجاج يوضع في الماء قبل تطهيره من الدم المسفوح فإنه يعتبر نجسا.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحديث المذكور صحيح، وهو في صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد وغيرهما.

وقد استدل به أهل العلم على نجاسة الطاهر إذا خالطته النجاسة- كما هو واضح منه-قال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة: وما ماتت فيه فأرة من سمن أو زيت أو عسل ذائب طرح ولم يؤكل، ولا بأس أن يستصبح بالزيت وشبهه في غير المساجد، وليتحفظ منه، وإن كان جامدا طرحت وما حولها وأكل ما بقي.

وقد قال ابن رشد في بداية المجتهد إن هذا الحديث هو الأصل عند أهل العلم في حكم النجاسة تخالط الحلال ثم قال: وللعلماء في النجاسة تخالط المطعومات الحلال مذهبان:

أحدهما: من يَعتبر في التحريم المخالطة فقط؛ وإن لم يتغير للطعام لون ولا رائحة ولا طعم من قبل النجاسة التي خالطته، وهو المشهور والذي عليه الجمهور.

والثاني: مذهب من يعتبر في ذلك التغير، وهو قول أهل الظاهر ورواية عن مالك.

وعلى هذا فإذا كان الدجاج يوضع في الماء قبل تطهيره من الدم المسفوح دم الذبح فإن الماء سيتنجس وبالتالي يتنجس الدجاج قطعا باتفاقهم كما ذكر ابن رشد.

وإذا كان الماء شديد الحرارة فإن النجاسة ستسري في أجزائه ولا تفيد فيه الطهارة بعد ذلك؛ قال العلامة خليل في المختصر: ولا يطهر زيت خولط ولحم طبخ وزيتون ملح وبيض صلق بنجس..

أما إذا كان الدجاج يُطهّر من النجاسة قبل وضعه في الماء فإنه لا يتصور تنجسه من ذلك.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني