الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط علاقة المسلم بغير المسلم

السؤال

أنا أسكن في أوربا وأنا مسلمة إن شاء الله ولدي ابنة في الروضة عمرها 4 سنوات و معها بالروضة بنت بنفس العمر هي أجنبية وهي تريد صداقة مع ابنتي ولكن عائلتها ليست مسلمة هي نادت ابنتي إلى عيد ميلادها لا أعرف ماذا أفعل هل أرفض؟ والدة البنت تقول إن ابنتها تريد الصداقة معها كثيرا. ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الواجب عليك أولا تجاه ابنتك أن تختاري لها مدرسة من المدارس الخاصة بالمسلمين إن وجدت, لأنه في حالة وجودها لا يجوز لك أن تتركي ابنتك وهي في هذه السن الحرجة في المدارس الأجنبية؛ لما يترتب على ذلك من المفاسد الكبيرة فالطفل في هذه السن سريع التقليد لما يراه, سريع التأثر بما يشاهده في محيطه وبيئته, ومعلوم أنه لن يرى في هذه المدارس إلا الزيغ والضلال الذي يؤثر على الدين والعقيدة, ولن يرى إلا التحرر والانحلال الذي يؤثر على الأخلاق, واعلمي أن ابنتك هذه أمانة عندك وأنت مسؤولة عنها أمام الله رب العالمين.

وأما الاحتفال بأعياد الميلاد فهو بدعة من البدع المحدثة، وتشبه بمن نهى الله عن التشبه بهم من الكافرين، وهي من نتائج الغزو الفكري الذي تتعرض له هذه الأمة الآن بشكل لم يسبق له مثيل. فلا يجوز للمسلمين تقليدالكفار في ذلك، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. أي إن أي أمر يحدث في هذا الدين ولم يكن على هدي سيد المرسلين فهو أمر مردود على صاحبه، وأعياد الميلاد هذه بأنواعها لم تكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام ولا عرفت مثل هذه الأعياد إلا بعد القرون الثلاثة الفاضلة مما يدل على أنها محرمة وليس لها أصل في الإسلام.

وعليه فلا يجوز لك أن تتركي ابنتك تذهب إلى مثل هذه الاحتفالات، وأما بالنسبة للصداقة التي تدور في دائرة البر والإحسان مع هذه البنت أو أسرتها فلا حرج فيها -إن شاء الله- لقول الله تعالى: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {الممتحنة: 8}. إلا أن هذا الجواز مقيد بعدم وجود المودة والمحبة لهم في القلب، فإذا انتفى هذا القيد لم تجز هذه العلاقة، لما قد يترتب على ذلك من الاستحسان والرضا بما هم عليه من الكفر، ثم إن عليك استغلال هذه العلاقة في دعوتها إلى الإسلام وبيان محاسن هذا الدين لها، لعل الله تعالى أن يجعل هدايتها على يديك.

وللفائدة تراجع الفتاوى التالية: 8080 , 33950, 95903.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني