الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابتلاع الدم هل يفسد الصيام

السؤال

أعاني من مرض في أسناني يسبب لي سيلان الدم من اللثة خاصة أثناء الضحك والكلام وأنا صائمة..ويتعذر علي أثناء الدراسة في هذا الشهر الفضيل أن أطرح الدم خارج فمي خاصة إذا كنت في المدرج الجامعي أو الباص ..فهل يجب علي في هذه الحالة أن أقضي الأيام التي ابتلعت فيها الدم علما أنني لا أتذكر بالضبط عدد الأيام أو الحالات التي ابتلعت فيها الدم ولا أتذكر إن كنت متعمدة أو لا ...ولكن في الغالب لم أكن أتعمد ابتلاعه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتعمدُ ابتلاع الدم الخارج من اللثة من المفطرات قطعا وليس هو في معنى الريق حتى يكون معفواً عنه، بل هو من جنس الشرب، ولذا فالواجب على من تعمد ابتلاع الدم الخارج من اللثة أن يقضيَ ذلك اليوم، مع العلم بأن الدمَ نجس بالإجماع الذي نقله كثيرٌ من أهل العلم، وعليه فابتلاعه محرم حتى في غيرِ أيام الصيام، والواجبُ عليكِ إذا شعرتِ به في فمك أن تمجّيه، وهذا سهل حتى وإن كنتِ في المواصلات أو في مدرج الدراسة باستعمال المناديل الورقية أو نحوها، والنصيحةُ لكِ الاجتهاد في التداوي والذهاب إلى طبيبة ثقة، نسألُ الله أن ييسر لكِ الشفاء.

وأما الأيام التي حصل منك فيها ابتلاع الدم عمداً فالواجبُ عليكِ حسابها بالتحري، فتقضين من الأيام ما يحصلُ لكِ معه غلبة الظن بأنك قد أبرأتِ ذمتكِ، ويري بعض العلماء أنكِ إذا شككتِ هل يلزمكِ القضاء أو لا فلا يلزمكِ القضاء لأن الأصلَ صحة الصوم وهو رأي العلامة العثيمين رحمه الله، وهو رأيٌ قويٌ جداً ولكن ما قدمناه من وجوبِ القضاء حتى يغلبُ على ظنك براءة الذمة أحوط.

أما إن حصل ابتلاع الدم بغير تعمد له كأن سبقك ولم تفرطي في لفظه وطرحه فإن ذلك لا يفسد الصوم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني