الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التدرج في إلقاء الأحكام مع المسلم الجديد

السؤال

أسلم على يدي ولله الفضل رجل هندوسي، ولكني لا أعرف كيف أتعامل معه في المرحلة القادمة أي من ناحية الدعوة أخشى أن ينفر إذا أكثرت عليه التكاليف أقصد طلبت منه الصلاة في المسجد على وقتها ويشعر إنها ثقيلة أن يؤديها في المسجد يريد أن يؤدي قسما منها في البيت وقسما منها في المسجد، فهل علي إثم في تركه والسماح له بالصلاة أم خطوة خطوة ثم ماذا أفعل معه غير تلك الخطوات في التعليم أقصد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يكتب لك الأجر الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم. متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله. رواه مسلم.

وينبغي الابتداء معه بالفرائض كالصلاة والصيام والزكاة والحج، وغيرها من الواجبات ومنها وجوب الامتناع عن فعل المحرمات كالربا والزنا والسرقة والقتل ونحوها..

وينبغي التدرج معه، فالتدرج في الدعوة طريقة القرآن، فلا بأس أن يعلم أولاً كيفية الصلاة وشروطها ووقت أدائها، وأنه بإمكانه الصلاة في أي ساعة ما دام في الوقت، وله أن يصلي جماعة في البيت أو في المسجد، فإذا التزم بذلك يقال له بأنها في المسجد أفضل وأكثر أجراً، ويترك أمر الخلاف في وجوب أدائها في المسجد من عدمه حتى يقوى إيمانه، ويركز له على بيان محاسن الإسلام وما يترتب على التمسك به من صلاح الأحوال في الدنيا والآخرة، ومن إرضاء الله تعالى والفوز بالجنة والنجاة من النار.

ومما يعين من أسلم حديثاً على أمر دينه التزام جماعة المسلمين والحرص على صحبة الصالحين منهم، والإقبال على الله تعالى بكثرة التعبد.. والتزام الصلوات الخمس في جماعة ليس أمراً شاقاً بل الغالب أن حديث العهد بالإسلام يأنس بذلك ويجد له لذة فلا تتهيب تعليمه هذه الأحكام إلا إذا وجدت منه نفرة فلا بأس أن تتدرج على ما بينا.

وننصح الأخ السائل أن يكون عاملاً بما يأمر به منتهياً عما ينهى عنه، فإن هذا أجدر وأحرى بقبول دعوته، كما نحثه على معاملة هذا المسلم بالحسنى لا سيما إن كان يعمل لديه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني