الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يضر الآمر بالمعروف صدود المأمورين

السؤال

أنا أدرس في مدرسة أجنبية بكندا ويوجد معي الكثير من المسلمين نساء ورجالاً متهاونين في أمور الدين كالصلاة والحجاب والتعامل مع الرجال الأجانب، ما هي الطريقة المثلى لإنكار المنكر على هؤلاء وهل علي إثم مع أنني أدعو لهم والكثير منهم لا يحب الحديث مني ولا الجلوس بقربي لأنني متحجبة الحجاب الكامل ومنقبة وقد استنكروا علي ذلك وحاربوني بشدة واتهموني بالتخلف وتشويه صورة الإسلام، أثابكم الله على مجهوداتكم مع أنني تعبت كثيراً من استنكاري لوضع المسلمين المحزن ههنا لكن دائماً الله أسأل أن يهديهم في كل مكان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكرك على غيرتك للدين وتمسكك به وشفقتك على إخوانك المسلمين وحرصك على إيصال الخير لهم... فجزاك الله خيراً.. ويجب أن ينكر على هؤلاء وأن يذكروا بالله تعالى، وينبغي أن يكون الإنكار بعلم، وأن يراعى الرفق واللين والأسلوب الحسن، فقد قال بعض السلف: ليكن أمرك بالمعروف معروفاً ونهيك عن المنكر غير منكر. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 99257.

وإذا قمت بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الوجه الذي ينبغي فقد أديت الذي عليك، ولا يضرك صدودهم، وعليك بالاستمرار في مناصحتهم، فإذا غلب على ظنك عدم انتفاعهم بذلك، أو خشيت أن يترتب على ذلك مفسدة أعظم فلا حرج عليك في ترك مناصحتهم، ويجب عليك الحذر من مخالطتهم، فإن مخالطة أمثال هؤلاء مفسدة للقلوب، وههنا أمر وهو أن القدوة الحسنة قد تكون في بعض الحالات أبلغ تأثيراً على المدعو فليروا منك كل معاملة حسنة وأخلاق كريمة، وللمزيد الفائدة بهذا الخصوص يمكن مطالعة الفتوى رقم: 19186، والفتوى رقم: 21186.

ونوصيك بالصبر على ما قد تجدين من أذى بسبب تمسكك بالدين، ولا تلتفتي إلى أقوال المرجفين، فيعظم الأجر بإذن الله بالتمسك بالشرع عند فساد الزمان، وراجعي الفتوى رقم: 58011.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني