الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قصة المسلم الذي أجاب على أسئلة القسيس لا أصل لها

السؤال

سؤالي هل هذه القصة حقيقية!! مع العلم أنها تنتشر ياشيخ بعدة روايات، ولكن المضمون متقارب كان رجل مسلم له صديق مسيحي، فألح المسيحي على المسلم بأن يذهب معه للكنسية ليحضر درسا من قسيس، و يدلي رأية للمسيحي فوافق المسلم وذهب معه فعرفه القسيس، وقال يوجد بينكم محمدي أي مسلم فوقف المسلم وقال له كيف عرفت؟ فقال القسيس سيماههم في وجوههم. فابتسم المسلم، و قال له القسيس أريد أن أسألك اثنين وعشرين سؤالا إليك الأسئلة:
ما هو الواحد الذي لا ثاني له؟ ما هما الاثنان اللذان لا ثالث لهما؟ ما هم الثلاثة الذين لا رابع لهم؟ ما هم الأربعة الذين لا خامس لهم؟ ما هم الخمسة الذين لا سادس لهم؟ ما هم الستة الذين لا سابع لهم؟ ما هم السبعة الذين لا ثامن لهم؟ ما هم الثمانية الذين لا تاسع لهم؟ ما هم التسعة الذين لا عاشر لهم؟ ما هي العشرة التي تقبل الزيادة؟ ما هي الإحدى عشر الذين لا ثاني عشرة لهم؟ما هي الاثنا عشر الذين لا ثالث عشر لهم؟ ما هي الثلاثة عشر الذين لا رابع عشر لهم؟ ما هو الشيء الذي يتنفس ولا روح فيه؟ ما هو القبر الذي سار بصاحبه؟ من هم الذين كذبوا ودخلوا الجنة؟ ما هو الشيء الذي خلقه الله و أنكره، وما هي الأشياء التي خلقها الله بدون أب وأم؟ من هو المخلوق الذي من نار، ومن هلك بالنار، ومن حفظ من النار؟ ومن الذي خلق من حجر وهلك بالحجر وحفظ بالحجر؟ ما هو الشيء الذي خلقه الله واستعظمه؟ وما هي الشجرة التي لها اثني عشر غصنا، وفي كل غصن ثلاثين ورقة، وفي كل ورقة خمس ثمرات ثلاث منها بالظل واثنتان بالشمس؟ فابتسم المسلم ابتسامة الواثق بالله... وسمّّّى بالله * بسم الله الرحمن الرحيم * الله سبحانه وتعالي الواحد لا ثاني له، والاثنان اللذان لا ثالث لهما: الليل والنهار، وجعلنا الليل والنهار آيتين، والثلاثة التي لا رابع لها هي:أعذار موسى مع الخضر في إعطاب السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار، والأربعة الذين لا خامس لهم: القرآن و الإنجيل والتوراة والزبور، والخمسة التي لا سادس لهم الصلوات الخمس المفروضة، والستة التي لا سابع لها الأيام التي خلق الله تعالى فيها الكون، والسبعة التي لا ثامن لهم السموات السبع، الذي خلق السبع سموات طباقا ما ترى من خلق الرحمن من تفاوت، والثمانية الذين لا تاسع لهم هم حملة عرش الرحمن، ويحمل عرش ربك يومئذٍ ثمانية، والتسعة اللاتي لا عاشر لها هي معجزات موسى عليه السلام: العصا ، اليد، الطوفان، السنون، الضفادع، الدم، القمل، الجراد، شق البحر. وأما العشرة التي تقبل الزيادة هي الحسنات من جاء بالحسنة فله عشرة أمثالها والله يضاعف الأجر لمن يشاء، والأحد عشر الذين لا ثاني عشر لهم هم أخوة يوسف عليه السلام، والاثنا عشر التي لا ثالث عشرة لها هي معجزة سيدنا موسى: وإذا استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشر عيناً، والثلاثة عشرة الذين لا رابع عشر لهم هم إخوة يوسف وأبوه وأمه، وأما الذي يتنفس ولا روح فيه فهو الصبح، والصبح إذا تنفس، وأما القبر الذي سار بصاحبه هو الحوت عندما التقم سيدنا يونس عليه السلام، وأما الذين كذبوا ودخلوا الجنة هم إخوة يوسف عليه السلام، والشيء الذي خلقه الله و أنكره هو صوت الحمير، إن أنكر الأصوات لصوت الحمير، وأما ما خلق وليس له أب وأم فهم :آدم عليه السلام، ناقة نوح، كبش الفداء، الملائكة. وأما ما خلق من نار فهو إبليس، ومن هلك بالنار فهو أبو جهل، ومن حفظ من النار فهو إبراهيم عليه السلام. وأما ما خلق من الحجر فهي ناقة صالح عليه السلام، ومن هلك من الحجر فهم أصحاب الفيل، وأما من حفظ بالحجر فهم أصحاب الكهف. وأما ما خلقه الله واستعظمه فهو كيد النساء، إن كيدهن لعظيم، والشجرة هي السنة التي لها اثني عشر شهرا "غصنا" والثلاثين ورقة هي الأيام في كل شهر، والخمس ثمرات هي الصلوات الخمس، والثلاث التي بالظل هي :صلاة الفجر والمغرب والعشاء، والاثنتان التي بالشمس هي: الظهر والعصر، هذا كان رد المسلم فاستعجب القسيس والحضور، ولكن فوجئ القسيس بسؤال واحد موجه من الشاب المسلم وهو: ما هو مفتاح الجنة؟ هنا لم يقدر القسيس على الإجابة، لكنه اضطر للإجابة بعد إلحاح الوجود، ولكنه طلب الأمان أتتوقعون لماذا؟ لأن الإجابة هي: أشــــهد أن لا إلـه إلا الله وأن مــــحمدا رســـــول الله فأسلم القسيس ومن معه في الكنيسة، أترون ما أعظم الثقة بالله، اعذروني على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن قصة هذه الأسئلة منتشرة على ألسنة القصاص والوعاظ الذين لا تحقيق عندهم، وموجودة في كثير من المنتديات على الإنترنت، وأجوبة بعض تلك الأسئلة متكلفة وغير دقيقة، ثم إننا بعد البحث والتفتيش فيما لدينا من مصادر وموسوعات إلكترونية وجدنا أن هذه القصة لا أصل لها، أي أن الناس يتدالونها بدون إسناد إلى قائلها، وظاهر من ألفاظها وترتيبها أنها مصنوعة، فلا ينبغي الاشتغال بها، والأولى لمن أراد أن يتصدر لدعوة الناس إلى الله أن يستغني بما ورد في القرآن الكريم وبما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الصحيحة، ففي ذلك الغناء كل الغناء، والبركة كل البركة، وقد الله تعالى لرسوله: فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ {ق:45} وقال أيضا آمرا رسوله: قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء إِذَا مَا يُنذَرُونَ {الأنبياء:45}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني