الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب تخصيص علي بقول: كرم الله وجهه

السؤال

لماذا يقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه؟ سمعت من إحداهن مرة بأن سبب ذلك هو عدم جمال شكله وشدة اسمرار لونه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق بيان حكم تخصيص علي بن أبي طالب رضي الله عنه دون سائر الصحابة بعبارة:" كرم الله وجهه" عند ذكره، في الفتويين رقم: 13272، 35843.

وأما عن سبب إطلاق هذه العبارة على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فما ذكرته إحداهن كما في السؤال من أن ذلك بسبب عدم جماله ...إلخ فلم أجد أحدا من أهل العلم نص عليه، وإنما ذكروا بعض الأمور التي لا تعدو أن تكون تبريرا لهذا القول، لا لأن هذا هو السبب الحقيقي لإطلاق هذه العبارة.

ومن كلام العلماء في هذا ما قاله السفاريني في غذاء الألباب: قال الأشياخ: وإنما خص علي رضي الله عنه بقول: كرم الله وجهه، لأنه ما سجد إلى صنم قط. اهـ وعلق على هذا القول الشيخ عطية صقر رحمه الله في فتاوى الأزهر بقوله: هذا ما قيل، وقد يكون السبب غير ذلك، ولا يوجد سند صحيح لما يقال اهـ

وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه معجم المناهي اللفظية بعد منعه من تخصيص إطلاق عبارة كرم الله وجهه على علي رضي الله عنه لأن هذا صار شعارا للمبتدعة: ولهم في ذلك تعليلات لا يصح منها شيء ومنها: لأنه لم يطلع على عورة أحد أصلاً، ومنها: لأنه لم يسجد لصنم قط . وهذا يشاركه فيه من ولد في الإسلام من الصحابة - رضي الله عنهم - علماً أن القول بأي تعليل لا بد له من ذكر طريق الإثبات اهـ .

فهذا حاصل ما وقفنا عليه من أسباب مزعومة لتخصيص رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بهذه العبارة دون غيره من الصحابة.

وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 37150 في حكم السلام على غير الأنبياء على سبيل الانفراد، والفتوى رقم: 73595 في حكم إفراد علي بقول عليه السلام دون سائر الصحابة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني