الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ذكر الله تعالى أثناء الاغتسال في الحمام

السؤال

بعد التحية والسلام والحب والتقدير للقائمين على الموقع أود أن أستشف منكم موقف الشرع من حالة دائم القيام بها ولكن لا أعرف موقف الشرع منها، هي أني دائما حين أستحم وعند نزول الماء على جسدي أحمد الله وأكبره دون قصد فقط إحساس داخلي روحي يعكس على لساني عفويا دون قصد وأطلب من سيادتكم الموقرة أن تحددوا لي موقف الشرع مما أقوم به في صالة الحمام، وأقسم لكم أن ما أقوم به ليس عملا مقصودا مني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان المكان الذي تستحم فيه مشتملاً على محل قضاء الحاجة (البول والغائط)، فإن من تعظيم حرمات الله تعالى وشعائره تجنب الذكر فيه، فقد قال الله تعالى: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ {الحج:32}، وقال العلامة خليل المالكي في المختصر: وبكنيف نحى ذكر الله..

ولذلك لا ينبغي لك تعمد حمد الله تعالى وشكره باللسان، ولكن لا حرج فيه إن كان بالقلب فقط أو كان بطريق الخطأ والنسيان، فقد قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الأحزاب:5}، وقال تعالى: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة:86}، وقد استجاب الله تعالى لنا كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم وغيره.. وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 28312 فنرجو أن تطلع عليها للمزيد من الفائدة.

أما إذا كان المكان لمجرد الاستحمام فقط وليس لقضاء الحاجة، فلا حرج في ذكر الله تعالى فيه إن شاء الله تعالى، وسبق بيان ذلك بتفصيل أكثر في الفتوى رقم: 93454.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني