الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المسلم يؤدي واجبه في الدعوة ثم لا يضره تماديهم في المعصية

السؤال

هل الفرد منا مسؤول عن نفسه فقط أم عن إخوته؟ لأن ياشيخ إخوتي يتفرجون على أشياء حرام، سواء أفلام عربية أو أجنبية وغيرها من الأشياء الأخرى، وأنا أختهم ما يستمعون لكلامي. أريد الجواب بنعم أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل في الشرع أن أحداً لا يحمل ذنب أحد ، قال تعالى: وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الانعام: 164}

لكنّ الشرع أوجب على المسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على قدر استطاعته، فعن أبي سعيد رضي الله عنه أنّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ .

فإذا قام المسلم بما يقدر عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلا يضرّه ضلال غيره ، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {المائدة:105}

قال السعدي : ولا يدل هذا على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا يضر العبدَ تركُهما وإهمالُهما، فإنه لا يتم هداه إلا بالإتيان بما يجب عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. نعم، إذا كان عاجزا عن إنكار المنكر بيده ولسانه وأنكره بقلبه، فإنه لا يضره ضلال غيره. اهـ

فإذا قمت بما تقدرين عليه من الإنكار على إخوتك في مشاهدتهم للمحرمات ، فلا يضرك تماديهم في ذلك ، لكن ننصحك بعدم اليأس، ومداومة النصح بحكمة ورفق والاستعانة بالله ، ويمكنك إهداء بعض الأشرطة أو الكتب النافعة لهم، والاستعانة ببعض الصلحاء من الأقارب لنصحهم ، ويمكنك بالصبر وحسن الخلق وصدق النية أن تأخذي بأيديهم إلى طريق الهداية بالتعاون معهم على الطاعات وسماع المواعظ النافعة ، مع الإلحاح في الدعاء لهم بالهداية فإنّ الله قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني