الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في الدعاء ليلة الزفاف وعند الجماع

السؤال

بالنسبة لركعتي النكاح هل واجب علينا أو مستحب؟ وإذا صلينا جماعة هل زوجتي تصلي خلفي مباشرة أم على يدي اليمن قليلاً إلى الخلف؟ والبنسبه للدعائين : "إذا أفاد أحدكم امرأة أو خادماً أو دابة، فليأخذ بناصيتها وليقل: اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلت عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه" - قوله صلى الله عليه وسلم كما روى ابن عباس: لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإن قضى الله بينهما ولداً لم يضره الشيطان. هل أقولهما في نفسي أم أقولهما بصوت مسموع حتى تسمعني زوجتي؟ وهل أقول الدعائين دائماً عند كل جماع أم في أول ليله من زواجي..؟ وهل إذا قرأت الدعاء الأول وأخذت بناصيتها ثم توضأنا وصلينا ثم قرأت الدعاء الثاني ولم أجامع زوجتي بحكم أننا مرهقان من ليلة الزفاف وجامعتها باليوم الثاني يجوز أم لا يجوز؟ أو يجب إذا صلينا وقرأت الأدعية أن أجامعها في نفس اليوم؟ أم أؤجل الصلاة والأدعية إلى اليوم الثاني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن صلاة هاتين الركعتين في ليلة الزفاف أمر ثابت من فعل بعض السلف. وأما الدعاء المذكور: اللهم إني أسألك من خيرها ... وكذا الدعاء الخاص بوقت الجماع: اللهم جنبنا الشيطان... كل ذلك مستحب وليس بواجب، وقد بينا ذلك وزيادة عليه في الفتويين رقم: 121896، 10267. وقد بينا صفة هاتين الركعتين في الفتوى رقم: 121896.

وينبغي أن يلتزم طريقا وسطا في الدعاء فلا يخافت به بحيث لا يسمع نفسه ولا يجهر به، بل يكتفي بالقدر الذي يسمع به نفسه فقط، وهذا هو أدب الدعاء بصفة عامة، فقد قال الله سبحانه: وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا {الإسراء: 110}

جاء في تفسير السراج المنير عند هذه الآية: وقيل: إنّ المراد بالصلاة الدعاء ، وهذا قول عائشة رضي الله تعالى عنها وأبي هريرة ومجاهد ، قالت عائشة : هي الدعاء" جاء في فتح الباري".... والثاني: يستفاد منه صفة من صفات الداعي وهي عدم الجهر والمخافتة فيسمع نفسه ولا يسمع غيره" انتهى.

جاء في شرح عمدة الأحكام للشيخ ابن جبرين: أرشد في هذا الحديث الزوج إذا أراد مواقعة زوجته أن يبدأ باسم الله، فقال: ( لو أن أحدكم إذا أرد أن يأتي أهله قال: باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ) يقول ذلك قبل البدء أو عند البدء في الوقاع، ويقول ذلك بحيث يُسمع نفسه، وتقوله أيضاً الزوجة، فإذا قاله كل من الزوجين حصلت البركة، ولا شك إن اسم الله تعالى سببٌ للبركات وكثرة الخيرات. انتهى.

ولا يلزم الجماع بعد الدعاء، بل إنك إذا عزمت على الجماع ثم دعوت بهذا الدعاء، ثم بدا لك أن تترك الجماع فلا حرج عليك من ذلك، مع الإشارة إلى أن هذا الدعاء الخاص بالجماع يستحب عند كل جماع، وليس خاصا بليلة الزفاف.

بخلاف صلاة الركعتين والدعاء الأول فإن محلهما في ليلة الزفاف، حتى ولو عزم الإنسان على ترك الجماع أو تأجيله عن هذه الليلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني