الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختها وقعت في معاص وحاولت الانتحار فكيف تتعامل معها

السؤال

لي أخت تبلغ من العمر ثلاثين عاما، منذ الصغر ونحن نشأنا في جو به خلافات بين الوالدين، وهذا سبب لها ضغوطا نفسية، المشكلة الأكبر هي عشقها للألبسة الضيقة، وهذا عمل مشاكل كثيرة بسبب رفض الأهل وقد امتنعت مرة عن تناول الطعام حينما تم منعها من اللباس، تخرجت من الجامعة صيدلانية، وذهبت للعمل بمدينة أخرى، وأخذت سكنا، إحدى المرات طلب منها أن ترتدي المريول الأبيض لإحدى الصيدليات مما أدى بها إلى حالة نفسية صعبة بدأت على أثرها بتناول الأدوية المنومة. تعرفت على شاب من أمريكا عن طريق الهاتف حتى يحضر لخطبتها، واستمر هذا نحو العامين وتعلقت به عندما حضر لطلبها من أهلها قالت بأنها لا تريده وأنها تعبت نفسيا عندما حضر، ورأته ثم سافر ولكنها بقيت على اتصال به، وعاد بعد ستة أشهر اتصلت بي مرة وأخبرتني أنها شربت خمسين حبة دواء للانتحار، وأنها سوف تقتل نفسها بالسكين ذهبت عندها، واعترفت لي قبل يومين أنه اختلى بها إحدى المرات، ولكنها بقيت بنتا علما أنه بهذه الفترة كانت تأخذ دواء يسبب لها الهلوسة.
المشكلة أنها تسكن لوحدها ولا يوجد لها صديقة، ونفسيتها سيئة جدا، وترفض بشدة العودة للسكن عند أهلها لأن نفسيتها تسوء أكثر، أنا لم أخبر أهلي بما أقدمت عليه من الانتحار أو علاقتها بالشاب والدتي مريضة وإخوتها إذا علموا ربما قتلوها.
وعندما أخبرتني بقصتها مع الشاب حاولت أن أضبط نفسي ولم ألمها، وبدأت أخبرها بالتوبة وبأنها يجب أن تعود وتتحجب، ولكنها مصرة أنها لا تستطيع أن تمنع نفسها عن اللباس الضيق ولا تستطيع الحجاب.
ماذا أفعل أرجوكم أفيدوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كانت هذه الفتاة على هذا الحال المذكور فينبغي التريث وتحري الحكمة في معالجة أمرها، وننصح أولا بالإكثار من دعاء الله تعالى لها بأن يهديها إلى الصواب، وأن يصلح حالها، وأن يشفيها مما بها من مرض نفسي.

وينبغي أن تذكر بأن هذه الحياة دار ابتلاء، يبتلي الله عز وجل الناس فيها بالخير والشر، وأن على المؤمن أن يصبر على البلاء ليحصل على خير الدنيا والآخرة، ويمكن أن تذكر لها بعض فضائل الصبر، وقد ذكرنا جملة منها بالفتوى رقم: 56472.

وقد أحسنت بضبط نفسك وعدم لوم أختك فيما أقدمت عليه، وبنصحك إياها في أمر الحجاب والتوبة مما فعلت مع ذلك الشاب، والواجب عليها أن تتوب أيضا مما أقدمت عليه من محاولة الانتحار، وينبغي أن تذكر بأن في الانتحار خسران الدنيا والآخرة، وراجعي الفتوى رقم: 10397.

ولا تخبري أهلك بما فعلت أختك، ولكن ينبغي أن تنصحي وليها بالأخذ بيدها والحزم معها، ومعالجتها عند المختصين في الطب النفسي ورقيتها الرقية المشروعة إن وجد إلى ذلك سبيلا.

ويمكن إخبار هذا الشاب بالتقدم للزواج منها من وليها إن كان راغبا في الزواج منها، بشرط أن يكون مسلما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني