الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نسي السجدة الأخيرة، وبعد السلام ذكروه فسجدت للسهو

السؤال

كنت الإمام ونسيت السجدة الأخيرة، وبعد السلام ذكروني فسجدت سجدتي السهو وانصرف الناس، فهل يجب على إعادة الصلاة وحدي أم على المأمومين أيضا؟ وإن كانوا انصرفوا ماذا افعل؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد كان الواجبُ عليك حين ذكرت أنك نسيت السجدة الأخيرة أن ترجع فتأتي بها، ثم تتشهد، ثم تُسلم وتسجد سجدتي السهو، ثم تسلم، قال العلامة العثيمين: إن كانت السجدة الثانية من آخر ركعة فإنه يأتي بها وبالتشهد الأخير بعدها ويسلم ثم يسجد للسهو سجدتين ويسلم، وإن كانت من ركعة قبل الأخيرة فإن تلك الركعة التي نسي فيها السجدة تلغو وتكون التي تليها بدلها، ويحتاج إلى أن يأتي بركعة ثم يسلم ثم يسجد للسهو ويسلم. انتهى.

وكون السجود هنا في هذه المسألة بعد السلام فهو الأفضل لأنه عن زيادة، والراجح أن السجود للزيادة يُشرع بعد السلام، وللنقص قبل السلام، وهذا قول مالك واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وانظر الفتوى رقم: 17887.

وأما إذا لم تفعل، واكتفيت بسجدتي السهو وطال الفصل، فقد بطلت صلاتك، ولزمك إعادتها، وكذا صلاة المأمومين الذين تابعوك على هذه الصلاة، التي نقصت سجدة من سجداتها.

قال ابن قدامة في المغني في مسألة من سلم من صلاته عن نقص: فإن طال الفصل أو انتقض وضوؤه استأنف الصلاة، وكذلك قال الشافعي إن ذكر قريبا مثل فعل النبي صلى الله عليه و سلم يوم ذي اليدين ونحوه، قال مالك وقال يحيى الأنصاري والليث و الأوزاعي: يبني ما لم ينقض وضوؤه. ولنا: أنها صلاة واحدة فلم يجز بناء بعضها على بعض مع طول الفصل كما لو انتقض وضوؤه ويرجع في طول الفصل إلى العادة من غير تقدير بمدة وهو مذهب الشافعي في أحد الوجوه. انتهى.

وعليه؛ فالواجبُ عليك إعادة تلك الصلاة، وأن تأمر بذلك من أمكنك من المأمومين الذين صلوا معك، لأن الدين النصيحة. ومن لم تستطع أمره بذلك أو جهلت عينه، فلا حرج عليك، لأن الله لا يُكلف نفساً إلا وسعها.

هذا ونحنُ ننصحك وعموم المسلمين بالاجتهاد في تعلم العلم النافع، فإن العلم هو الذي يُزيل عن صاحبه هذه الإشكالات، ويجنبه الوقوع في هذه المضايق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني