الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يسكت عن الغش إن هدد بسبب إنكاره له؟

السؤال

أنا أعمل معلما في إحدى المدارس الحكومية في السعودية، وأنا حضري، وأعمل في مدرسة تقع في أحياء البدو، وكما تعلمون لابد من السكن بجانب المدرسة، وأنا أيضا أسكن في أحيائهم، وكما تعلمون أيضا الآن وقت امتحانات، وأنا أراقب في بعض اللجان، وأحيانا يقع غش أمامي وأنكره بجميع الطرق، و تأتيني تهديدات دائما إذا قمت بمنع الغش، وينفذ أحدها أحيانا، فمثلا: فى العام الماضي كسرت سيارتي، وإذا حصل لك مكروه أو لسيارتك فليس هناك من يدافع عنك ـ لا إدارة المدرسة ولا التعليم ولا الوزارة ـ فإذا كان هناك خطر علي، هل يجوزلي أن أتغاضى عن التدقيق في الغش؟ مع العلم أن الشرطة جاءت للمدرسة في الفصل الأول مرتين لاعتداءات حصلت على معلمين، لكن شيئا لم يحصل للطلاب أبدا والمتضرر هوالمعلم، فما رأيكم؟.
أرجو من فضيلتكم أن تفتوني فتوى توجيه، وأن لا تنصحوني، فأنا أخاف الله ولا أحتاج إلى نصح ولكني أخاف على نفسي وعلى أولادي لأنهم معي في نفس الحي، ومهما تكن إجابتكم فما ذا أفعل تجاه امتحان اليوم الذي أنكرت فيه الغش، ولكني لم أستطع منع الفصل كله حيث إنني رأيت أحدهم يغش ولا أستطيع الإبلاغ عنه لأنه شرير ويعرف بيتي وهو صاحب سوابق ويدخل السجن دائما؟.
أرجو الإفادة. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسن السائل الكريم في إنكاره الغش بجميع الطرق؛ فإنه حرام كما هو معلوم، وأما ما ذكره من أمر التهديدات التي تقع عليه بسبب منعه الغش، فإن وصلت لحد الإكراه فهو معذور، فإن الضرورات تبيح المحظورات، وحد الضرورة أن يغلب على الظن وقوع المرء بسببها في الهلكة، أو أن تلحقه بسببها مشقة لا تحتمل. قال ابن العربي في أحكام القرآن: اختلف الناس في التهديد هل هو إكراه أم لا؟ والصحيح أنه إكراه؛ فإن القادر الظالم إذا قال لرجل: إن لم تفعل كذا وإلا قتلتك أو ضربتك أو أخذت مالك أو سجنتك، ولم يكن له من يحميه إلا الله، فله أن يقدم على الفعل ويسقط عنه الإثم في الجملة. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني