الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رد الأمانة إلى الكافر

السؤال

كان لي صديق نصراني استعرت منه كتابا ثم لما وجدته يتهجم علي الدين قطعت علاقتي به تماما وبعد مدة تذكرت الكتاب الذي كنت قد أخذته منه، ولكنني لا أعرف له عنوانا ـ الآن ـ لأرده إليه فماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك هو أن تحفظ الكتاب عندك حتى تجد صاحبه أوتجد من يستطيع إيصال الكتاب له وفي ذلك بيان لخلق إسلامي رفيع وهو الوفاء بالأمانة، لقوله تعالى: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا {النساء:58}.

وقوله صلى الله عليه وسلم: على اليد ما أخذت حتى تؤديه.

رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح.

وإذا يئست من الوصول إليه، فلا حرج عليك في التصرف في الكتاب مضمونا عليك متى وجدته أعطيته مثله إن كان موجودا أو قيمته إن لم يمكن موجود مثله.

وننبهك إلى أن معاملة أولئك ينبغي أن تكون بحكمة وموعظة حسنة ويدرك باللين والرفق مالا يدرك بالعنف، والشدة وتهجم ذلك الانسان على الدين ربما يكون سببه جهله به ـ ومن جهل شيئا عاداه ـ فليبين له ولأمثاله بالخلق الحسن والسلوك القويم ويصبر المرء على ما قد يجده من فظاظة وغلظة في ذلك السبيل عسى الله أن يشرح صدورهم للإيمان على يديه، وفي الحديث: لأن يهدي الله على يدك رجلاً، خير لك من أن يكون لك حمر النعم.

متفق عليه.

وللفائدة انظر الفتويين رقم: 116377، ورقم:34312.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني