الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعوة إلى الله بغير علم من خطوات الشيطان

السؤال

هل يعتبر كل من دعا إلى الله بغير علم مبتدعا؟ جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يشرع لأحد أن يتصدر للدعوة إلى الله من غير أن يعلم ما يدعو إليه، وقد جعل الله تعالى التقول عليه بغير علم من أمر الشيطان، فقال سبحانه: وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ {البقرة: 168-169} وهذا مما حرمه الله تعالى، كما قال سبحانه: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ {الأعراف: 33}. ولهذا أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي {يوسف: 108}.

والمقصود أنه لا يجوز لأحد أن يتكلم في مسألة من مسائل الدين بغير أثارة من علم، ومن فعل ذلك متقربا إلى الله فيصح وصفه بالابتداع في عمله هذا، لأنه تقرب إلى الله بما لم يشرعه، بل بما حرمه وذمه. ويمكن لمزيد الفائدة الاطلاع على الفتوى رقم: 14585.

ومن جهة أخرى فإننا ننبه على أن من تعلم مسألة من مسائل الدين فهو بها عالم، وهو مطالب بأن يبلغها، ولو كانت يسيرة، كفاتحة الكتاب وصفة الصلاة ونحو ذلك، فكلٌ مطالب بالدعوة بحسب ما عنده، وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 60894، 57293، 19193، 4812، 29987.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني