الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا شديدة الشك في طهارتي وطهارة ملابسي، فأحيانا أجد مثل الرطوبة في ملابسي عند منطقة الدبر فيغلب على الظن أنه عرق لأنه يجف و لا يترك لونا كالعرق, ولكنني لا أعلم هل يجب غسل الملابس منه وغسل ما يلامسها أم لا؟ أي هل مجرد الشك يوجب غسل الملابس؟ فأنا صرت أغسل ملابسي جميعها لوحدي ولا أجمعها مع ملابس أهلي مما يسبب مشقة كبيرة.أغسل ملابسي المتنجسة لوحدها ثم تجمع وتغسل مع بقية الملابس ولكنني عند ما أغسلها لوحدها يبقى أثر أو لون للنجاسة لم يزل. فهل تطهر هكذا لأنها فيما بعد تغسل مع بقية ملابس أهلي وأخشى أن يكون هذا اللون بمثابة نجاسة تنجس ملابس أهلي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر أيتها الأخت الكريمة أنك مصابة بشيء من الوسوسة، وعليه فالذي ننصحك به هو أن تعرضي عن الوساوس وألا تلتفتي إلى شيء منها فإن فتح بابها يجلب على العبد شرا عظيما، وانظري الفتوى رقم: 51601والفتوى رقم: 134196

وإذا شككت في تنجس شيء ما من ثوبك أو بدنك فالأصل هو الطهارة، فلا تلتفتي إلى هذا الشك بل استصحبي ذلك الأصل وهو الطهارة، واعلمي أن هذا من يسر الشريعة وعدم تعنيتها على المكلفين، فإن الله تعالى قد رفع عنا الحرج فقال: مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ. {المائدة:6}. وقال: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحـج:78}.

وانظري الفتوى رقم: 108625، والفتوى رقم: 128341، وإذا تيقنت وجود نجاسة في ثيابك فعليك أن تغسلي النجاسة خارج الغسالة أولا وذلك لأن الماء القليل ينجس بسقوط النجاسة فيه عند جمهور أهل العلم، لكن لا يلزمك هذا إلا إذا حصل لك اليقين الجازم بأن ثوبك متنجس، ثم لا يلزمك غسل جميع الثوب وإنما يكفيك أن تطهريه من النجاسة فحسب ثم تغسلينه مع سائر الثياب، وراجعي الفتوى رقم: 118195.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني