الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصح الأهل الذين لا يزكون ولا يحافظون على اللباس الشرعي

السؤال

سأشرح من بعد إذنكم إخوتي وأحبتي في الله معاناتي مع أهلي. نحن عائلة تتكون من 6 أشخاص جميعهم نساء إلا أنا (أصغرهم) جدة وأم وأخت وخالتان. والدي قد استشهد وأنا لم أتجاوز السنتين. تربينا ولله الحمد تربية صالحة، ولله الحمد أنا متدين. ولكن المشكلة بالأهل سامحهم الله أرى منهم مخالفات كثيرة، وأعجز عن التكلم، هم ينظرون إلي أحيانا بأني منذ أن تدينت أكثر وقبلها أيضا نظرة أن الدين يسر، وأنت (جننت)نفسك. على الرغم من أني وسطي وغير متشدد.
أذكر لكم مرة هنالك خبر عن امرأة أجنبية تعثرت وهو خبر مضحك، وخالتي أتت بالجريدة لتضعها أمام عيني صرفت نظري، وقلت لها لا أنظر لهذه الأشياء...الخ. والمواقف كهذه كثيرة، وأعظمها والذي يؤرق مضجعي أن أهلي لا يزكون، أحاول ألمح لهم ولكن أعذار واهية، والطامة الكبرى أن لدي حسابات عندهم بحكم طبيعة التربية، وأنا كما تعلمون لا أستطيع القول أعطوني حسابي لأزكي، ربما مع نظرتهم هذه لي ينظرون بأن اللجان ستسغلني و... إلخ
والأمر المر الآخر هو لباس أهلي في الصلاة وأثناء الخروج فيه مخالفات شرعية، أهلي ولله الحمد على خلق عال، ولكن من دون قصد يقعون ببعض المخالفت في اللبس، ولكن أيضا لو حاولت التحدث سيتهمونني ربما بالتشكيك أو حتى التطرف.
متأسف لأني أطلت الحديث ولكن لتأخذوا فكرة عن المعاناة، وأريد توجيها كيف أغير أهلي، وبالأخص نقطة الزكاة واللباس؟ أرجوكم أرجوكم لاتتجاهلوا سؤالي فأنا في أمس الحاجه للتوجيه. أحيانا أشعر بأني قابض على جمر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يثبتك على الحق، وأن يصلح حالك وحال أهلك، ويهديكم لما يحب ويرضى .

ونرجو من السائل الكريم أن يطلع على الفتوى رقم: 132474وسيجد فيها وصفا لحاله، ووصية بالصبر والتمسك بما هو عليه من خير، وبيان أن الالتزام بفعل الطاعات وترك المحرمات ليس من التشدد في شيء.

وأما ما يتعلق بأهله فلهم عليه حق النصح والبيان، ولن يستطيع أداء ذلك إلا بالصبر والحلم والحكمة والرفق. ثم التسلح بالعلم الذي يؤهله لوعظهم وإرشادهم.

وأما بالنسبة للزكاة، فنرى أن تتصل بأحد المشايخ المعروفين في بلدك وتشرح له الوضع، ثم تهاتفه على مسمع من أهلك، وتسأله عن زكاة ما لديكم من أموال. فإن لم يتيسر ذلك فأحضر لهم كتابا ميسرا من كتب الفقه ليطلعوا على ما يتعلق بنوع المال الذي لديكم من أحكام الزكاة، مع الترغيب والترهيب، والنصح الرفيق، والموعظة الحسنة، لعل الله تعالى أن يهديهم للحق ويشرح صدورهم له.

وكذلك الحال بالنسبة لملابسهم، ففي كتب الفقه بيان لشروط اللباس في الصلاة. ويمكنك أيضا أن تسمعهم محاضرة لأحد المشايخ الذين تناولوا موضوع الحجاب بأسلوب يناسب فهمهم وحالهم. أو تأتيهم برسائل مختصرة في مثل هذه الموضوعات.

هذا، وينبغي لك أن تكثر من الدعاء لنفسك ولهم، بأن يهديكم الله ويصلح أحوالكم، ويوفقكم لمال يحب ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني