الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في تصميم الصور والشخصيات الكرتونية

السؤال

أخوتي أنا مصممة بالفوتوشوب أي بالصور ؟
وأسئلتي هي كالتالي الرجاء الإجابة عليها كلها الله يجمعني بكم بعالي جنانه؟
1) ما حكم التصميم بذوات الأرواح سواء امرأة، رجل { محتشمين مجملا . ! أي ليسو عراة وليست النساء بحجاب شرعي، وإنما مخرجة شعرها وما يغلب خروجه لدى النساء الأجنبيات من وجه وذراع أو الخ }
2) ما حكم التصميم بصور الأطفال ؟
3) ما حكم التصميم بصور شخصيات كرتونية أو ما تدعى بالانمي . أي صور مرسومه على أشكال إنس .؟
4) ما حكم التصميم بجزء من صورة إنسان ؟ ! { وهذا ما أنا أفعله } أقوم بتصميم صورة تظهر فيها الفتاة غير واضحة ؟ { أي ملامحها لا تكاد ترى جيدا } أو أقوم بالتصميم بجزء من الجسم لا يمكن أن تكون محل فتنه ؟ ! مثل العينين فقط .؟ أو نصف الجسم بطريقة إخراجية معينة وهكذا ؟
لكي أكون صريحة معكم سبق وقرأت فتاوى كثيرة عن ما سألتكم به أعلاه . !
ومن ضمن الفتاوى من حرمت الأرواح كلها بجميع أشكالها سواء صور حقيقية أم مرسومة ؟ !
ولكنني أريدها حجة لي ولغيري ولا أريدكم أن تحولوني لأي فتوى، دعوا فتواي هذه ملجأ لي ولغيري . !
وأسأل الله العلي العظيم أن ينفعنا بعلمكم وينفعكم بعلمكم أنتم أيضا . ! أرجوكم لا تطيلوا علي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن استخدام هذا البرنامج جائز في التصميم، إذا توفرت الضوابط الشرعية التالية:

-أن لا يشتمل التصميم على صور لذوات الأرواح، لأن تصوير ذوات الأرواح إن كان نحتا "تماثيل" فهو محرم إجماعاً، وإن كان رسما -كما هو الحال هنا- فهو محرم عند جماهير العلماء، وهذا القول هو الحق، لقوله صلى الله عليه وسلم: الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم: أحيوا ما خلقتم. رواه مسلم، وسواء في ذلك التصميم بصور أطفال أو غيرهم ما دامت الصورة من ذوات الأرواح، ولو كان في الصورة أو الرسم عورة محرمة فهي أشد تحريما.

وجمهور أهل العلم يقولون بجواز الصورة إذا قطعت وبقي من أجزائها ما لا تبقى معه الحياة عادة كصورة الرأس بلا صدر أو البدن بلا رأس أو كانت الصورة ممتهنة، واستدلوا لذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عائشة رضي الله عنها بتقطيع الثوب الذي كان عندها وفيه تصاوير، فقطعته فجعلته وسادتين يجلس عليهما النبي صلى الله عليه وسلم ، والحديث في الصحيحين وغيرهما .

وفي المسند والسنن من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتاني جبريل فقال: إني كنت أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت عليك البيت الذي كنت فيه إلا أنه كان على الباب تماثيل ، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل ، وكان في البيت كلب، فمر برأس التمثال الذي في البيت فليقطع فيصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر فليقطع فيجعل وسادتين منبوذتين توطآن ، ومر بالكلب فليخرج" . والحديث صحيح.

وبناء على هذا القول ، فليس تصوير البعض كتصوير الكل. ونحن ننصحك بالابتعاد عن ذلك كله خروجاً من الخلاف، وفي تصوير غير ذوات الأرواح غُنية عن الوقوع في المحرم، فقد روى مسلم أن رجلاً جاء إلى ابن عباس فقال: إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها، فقال له: ادن مني، فدنا منه، ثم قال: ادن مني، فدنا منه حتى وضع يده على رأسه، قال: أنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفساً فتعذبه في جهنم. وفي رواية البخاري أنه قال له: ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر، كل شيء ليس فيه روح.

وهذا يدل على جواز رسم كل ما لا روح له كالشجر والحجر والأنهار.

وأما تصميم شخصيات كرتونية فإن كان لغرض معتبر كتعليم الأطفال فلا حرج فيه لأن جمهور أهل العلم استثنى من حرمة التصوير والتماثيل ما كان للأطفال لغاية تعليمهم ما يصلحهم ، ويأنسون به. أو كان للدعوة والفضيلة وتعليم القيم الإسلامية ونحوه. وأما إن كان لغير ذلك فلا يجوز إن كان يحاكي ما فيه الروح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني