الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصدقة بنية شفاء المريض

السؤال

هل يستطيع الشخص أن يتصدق باسم جاره المريض، أي يقدم صدقة لكي يؤجر عليها جاره المريض؟نسأل الله السلامة والعافية له؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهبة ثواب القرب للأحياء محل خلاف بين العلماء، فأجاز ذلك الحنابلة في المشهور عندهم، ومنعه كثير من أهل العلم أو أكثرهم، فعلى مذهب الحنابلة يجوز ما ذكرت من هبة ثواب الصدقة للجار المريض عافاه الله، وقد فصلنا القول في هذه المسألة في الفتوى رقم: 127127.

وجنحنا إلى قول الجمهور وهو المنع، لكن عليكم بنصيحة هذا المريض بالإكثار من الطاعات التي يقدر عليها، ومن جملتها الصدقة إن أمكن، ومن شاء أن يتصدق بنية أن يشفي الله ذلك المريض فهو فعل حسن، وهو من التوسل إلى الله تعالى بالعمل الصالح، وهو مشروع كما دلت على ذلك النصوص الكثيرة، وقد روي في الحديث: داووا مرضاكم بالصدقة. وفيه مقال؛ لكن ما ذكرنا من عموم مشروعية التوسل بالعمل الصالح يشهد له، قال المناوي في فيض القدير: (داووا مرضاكم بالصدقة) من نحو إطعام الجائع واصطناع المعروف لذي القلب الملهوف وجبر القلوب المنكسرة كالمرضى من الغرباء والفقراء والأرامل والمساكين الذين لا يؤبه بهم، فإنها تدفع عنكم الأمراض والأعراض. قال في سفر السعادة: كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يعالج الأمراض بثلاثة أنواع: بالأدوية الطبيعية، وبالأدوية الإلهية وهذا منها، وبالأدوية المركبة منهما. وقال في سلك الجواهر: الصدقة أمام الحاجة سنة مطلوبة مؤكدة، والخواص يقدمونها أمام حاجاتهم إلى شفاء مريضهم. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني