الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طاعة الوالدين حال معصيتهما

السؤال

سؤالي هو أن أبي وأمي وإخواتي يفتحون التلفزيون على المسلسلات والأغاني، وترتفع أصواتها في البيت، ويطلبون مني أن أقوم لهم بأعمال، ويغضبون مني عندما أقوم بفصل التلفاز عندما أدخل، فهل لا أجيبهم وأشغل الخطب الدينية لأتلهى بها عن سماع الصوت؟ وأبي يدخن ويطلب مني ـ أيضا ـ أن أقوم له بأعمال، فهل لا أجيبه حتى ينتهي من التدخين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك إنكار هذه المنكرات التي يقع فيها أهلك كسماع الأغاني المحرمة ومشاهدة المسلسلات المشتملة على المخالفات الشرعية وكذلك التدخين، ولا يجوز لك إعانتهم على هذه المنكرات أو مشاركتهم فيها، لكن مع ذلك يجب عليك طاعة والديك فيما يأمرانك به من الأعمال التي لا تخالف الشرع، وإن كان ذلك حال تلبسهم بالمعصية كالتدخين، أو مشاهدة ما لا يحل في التلفاز، فإن طاعة الوالدين في المعروف واجبة ولو كانا عاصيين. وانظري الفتوى رقم: 24709.

كما ننبهك إلى أن أمر الوالدين بالمعروف ونهيهما عن المنكر لا بد أن يكون برفق وأدب، ولا يجوز لك أن تنهريهما أو تغلظي لهما في الكلام.

قال ابن مفلح: قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمَا عَنْ الْمُنْكَرِ، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ يُعَلِّمُهُ بِغَيْرِ عُنْفٍ وَلَا إسَاءَةٍ وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ، وَإِلَّا تَرَكَهُ وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ. اهـ

وانظري الفتوى رقم: 65179.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني