الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية الاحتراز من العين والحسد

السؤال

أعاني من الوسواس القهري بشكل عام، ومشكلتي الحالية هي الخوف من أن تصيبني العين، أو عائلتي منذ أن قرأت فتوى تتحدث عن أخذ الحذر والتحرز من العين أصبحت أحذر من كل شيء، التكلم عني، عن مزايا بعض الناس، لا أزين بيتي والعديد من الأشياء تركتها، أفيدونا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العين حق كما في حديث مسلم، وعلى المسلم أن يتحفظ منها بستر نفسه وما عنده كما عمل يعقوب عليه السلام إذ أمر بنيه أن لا يدخلوا من باب واحد، وعليه أن يحافظ على الأسباب الوقائية كأذكار وتعوذات الصباح والمساء والالتزام بالطاعات والبعد عن المعاصي، وعليه أن يربي أهله على ذلك، فقد قال ابن القيم في الزاد في علاج العين: ومن علاج ذلك والاحتراز منه ستر محاسن من يخاف عليه العين بما يردها عنه كما ذكر البغوي في كتاب شرح السنة أن عثمان ـ رضي الله عنه ـ رأى صبيا مليحا قال دسموا نونته لئلا تصيبه العين ثم قال في تفسيره، ومعنى دسموا نونته أي سودوا نونته، والنونة النقرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير. انتهى.

وقال ابن مفلح الحنبلي في الآداب الشرعية: وليحترز الحسن من العين والحسد بتوحيش حسنه، فقد ذكر الخطابي في غريب الحديث عن عثمان ـ رضي الله عنه ـ أنه رأى صبيا تأخذه العين فقال: دسموا نونته، قال ثعلب: أراد بالنونة النقرة التي في ذقنه ـ والتدسيم التسويد.

وعلى العبد أن يبتعد عن الوساوس والتخوف الوهمي مما لم يتأكد منه، فالعلاج الأنجع للوساوس هو الإعراض عنها بالكلية، وراجع في التحصن من العين وفي تحصين الأهل الفتاوى التالية أرقامها: 39136، 6692، 38730، 33793.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني