الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كثيرا قبل الوضوء أنسى أن أنوي أن الذنوب تتساقط من جسدي، وأنوي فقط وضوئي للصلاة. وأيضا عند الذهاب للمسجد كثيرا أنسى أن أنوي من داخلي نوايا الصلاة الأخرى، مثل تكثير سواد المسلمين، وسماع القرآن وهكذا، وحتى لو تذكرتها فهي نوايا كثيرة، ويصعب علي تذكرها كلها، ويصعب علي أيا كان أن أنويها كلها لأن ذلك يستغرق وقتا.
فما الحل؟ أرجو فهم السؤال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا يجب على المتوضئ أن ينوي غير نية الوضوء التي هي رفع الحدث أو استباحة ما لا يستباح إلا بالوضوء، فإذا أتى بالوضوء على هيئته الكاملة ابتغاء مرضات الله تعالى وامتثالا لأمره تساقطت ذنوبه إن شاء الله تعالى كما جاء في الحديث الصحيح ولو لم ينو خصوص تساقط الذنوب. وانظر الفتوى رقم:99355. وينطبق هذا على أجر تكثير سواد المسلمين واستماع قراءة الإمام، فإن المسلم مأمور بالذهاب إلى الصلاة في الجماعة جملة، فإذا امتثل هذا الأمر وصلى مع المسلمين فإنه سيحصل إن شاء الله تعالى على أجر الصلاة في الجماعة الذي صح أنه أفضل من صلاة المنفرد بسبع وعشرين درجة، ولو لم ينو سائر هذه الخصال بل قد لا يعلمها أصلا كما هو حال غالب الناس.

وقد ذهب بعض العلماء إلى أن المسلم يؤجر على أعمال الخير من غير نية اكتفاء بعموم قصده للخير وطلبه لطاعة الله في الجملة كما سبق بيانه في الفتوى رقم:128169.

ومن الخصال التي فضلت بها الصلاة في الجماعة: التدرب على تجويد القراءة، وإظهار شعائر الإسلام، وإرغام الشيطان بالاجتماع على العبادة والتعاون على الطاعة ونشاط المتكاسل، والسلامة من صفة النفاق، ومن إساءة غيره الظن بأنه ترك الصلاة رأسا، ورد السلام على الإمام، والانتفاع باجتماعهم على الدعاء والذكر، وعود بركة الكامل على الناقص، وقيام نظام الألفة بين الجيران، وحصول تعاهدهم في أوقات الصلوات. من فتح الباري بحذف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني