الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إزالة تجاعيد الوجه باستخدام الليزر

السؤال

هل يجوز استخدام الليزر في شد الجبين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كانت تجاعيد الجبين ناتجة عن الشيخوخة فلا يجوز معالجتها بعملية جراحية تقليدية أو بجراحة الليزر، وأما إن كانت ناتجة عن أسباب غير معتادة كالأسباب المرضية، فلا بأس بمعالجتها إن كانت مشوهة للخلقة تشويهاً واضحاً، كي تعود البشرة إلى وضعها المعتاد، لا بغرض طلب التجمل وزيادة الحسن، وراجع الفتوى رقم: 8117.

وقد جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في ماليزيا سنة 2007م، بشأن الجراحة التجميلية وأحكامها: لا يجوز إزالة التجاعيد بالجراحة أو الحقن ما لم تكن حالة مرضية شريطة أمن الضرر. انتهى..

وللتوسع في هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى رسالة الدكتوراه للشيخ صالح بن محمد الفوزان. وهي بعنوان (الجراحة التجميلية دراسة فقهية)، ففي الفصل الرابع تحدث عن الجراحات التجميلية في سائر أجزاء الجسم، وفي المبحث السادس منه تناول استعمال الليزر وحكمه الفقهي ص 330، 334.

وللدكتور صالح بحث آخر بعنوان (تغيير خلق الله ضوابطه وتطبيقاته)، ذكر في جملة تطبيقاته: جراحة تجميل أعضاء الوجه، حيث تُجرى عدة جراحات للعين والأنف والأذن والشفة فضلاً عن عمليات شد الوجه وإزالة التجاعيد، وذلك وفق تقنيات طبية خاصة لا تزال تستجد وتتطور.. وقال: من جهة تغيير الخلق لها حالتان:

الحالة الأولى: أن تُجرى الجراحة لعلاج آثار الحوادث الطارئ أو التشوهات الخلقية التي يبدو معها مظهر الوجه أو أحد أعضائه بمظهر مشوه غير معهود، كالتشوهات الناشئة عن الحرائق والحوادث المرورية والإصابات الرياضية وولادة الطفل بأنف كبير غير معتاد أو أذن بارزة أو كبيرة بحيث تثير السخرية وتلفت الانتباه، وتصيب صاحبها بالضرر النفسي بسبب مظهر وجهه، وكذا لو كان وجه امرأة شابة فيه تجاعيد غير معتادة في مثل عمرها. وحكم هذه الحالة جواز إجراء الجراحة التجميلية - ثم ذكر تعليل هذا الحكم من ثلاثة أوجه.

الحالة الثانية: أن تُجرى الجراحة لمحاولة إخفاء أثر التقدم في العمر أو لزيادة حسن الوجه أو بقصد التشبه بأحد من الكفار أو الفساق، وفي هذه الحالة يكون مظهر الوجه معتاداً، فقد يكون وجه امرأة كبيرة فيه تجاعيد وآثار على تقدم السن وقد يكون بعض أعضاء الوجه - كالأنف أو العين - فيها تغير يسير لا يلفت الانتباه، ويُعد معتاداً في عرف أوساط الناس فتطلب صاحبته زيادة حسنه بإجراء جراحة تجميلية، وحكم هذه الحالة التحريم لأنه تُجرى على خلقة معهودة فتكون من تغيير خلق الله تعالى، وهذا كتفليج الأسنان ونحوه مما جاء تحريمه بسبب كونه تغييراً للخلق، ومن أشهر حالات هذه الجراحات تجميل تجاعيد الوجه لإخفاء أثر التقدم في العمر، وهذا من التغيير المحرم لما فيه من التدليس والتزوير.. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني