الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس من كيد الشيطان ومكره ليصد عن طاعة الله

السؤال

الوساوس المهلكة- سامحوني لو طولت عليكم- إني منهارة وقربت أصل للجنون.كانت عندي وسوسة في النظافة، وجاءت بسبب شىء معين وأنا صغيرة وأصبحت معي حتى كبرت، وكان أهلى يطلقون علي موسوسة، لكن هذه الوساوس ذهبت بعد أن تزوجت، ومنذ أربعة أشهر نويت التوبة إلى الله لما سمعته عن عذاب الآخرة، أنا طول عمري أعبد الله وأتذكر ربي في كل شىء كان، ولما قرأت في القرآن عن عذاب المنافقين بقيت خائفة جدا من النفاق وبقيت أقرأ عن صفات المنافقين وأقول لا ياربي أنا والله أعبدك بحق لحد ما أشعر أني فعلا في هذه الصفات، وأرجع أستغفر ربي وأحيانا أقرأ آيات ويأتي في ذهني أسئلة فظيعة تشككني- أستغفر الله- في الله وأشياء كثيرة من هذا القبيل، وبقيت لما أسمع الآيات التي فيها ذكر الكافرين أيضا أشعر أني مثلهم، وأني أشركت أستغفر الله لكني أقول: أستغفر الله والله ياربي إني أعبدك وحدك. هل أنا هكذا عندي شك في الله وأن الشيطان أخذني في طريق الهلاك، والله أتمنى أن أرجع أقرأ القرآن مثل زمان وأعبد ربي وأشعر برضا الله .أرجوكم ردوا علي في أسرع وقت

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فالذي ننصحك به أيتها الأخت الكريمة هو أن تعرضي عن كل هذه الوساوس فلا تلتفتي إلى شيء منها ولا تعيريها اهتماما، واعلمي أنها من كيد الشيطان ومكره يريد بها أن يصدك عما ينفعك ويصرفك عن عبادة ربك تعالى، فمهما ألقى الشيطان في قلبك هذه الوساوس بأنك من الكفار أو المنافقين أو وسوس لك بالشك في الله تعالى أو بغير ذلك فلا تلتفتي إلى وسوسته وامضي في عبادتك لربك تعالى وطاعتك له خوفا من عقابه وطمعا في ثوابه، واعلمي أن هذه الوساوس لا تضرك ما دمت كارهة لها نافرة منها حريصة على التخلص منها، بل إنك تؤجرين على مجاهدتها إن شاء الله، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 147101وما فيها من إحالات، واعلمي أنك بقليل من المجاهدة ستوفقين إن شاء الله للتخلص من هذه الوساوس كما تخلصت من غيرها، وبهذه المجاهدة ستعودين إلى ما كنت عليه من التلذذ بتلاوة القرآن وسائر الطاعات، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني