الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لقد توفي والدي بتونس بتاريخ بلادنا يوم الأربعاء 7 ديسمبر 2011 على الساعة العاشرة ليلا. فمتى تنتهي فترة العدة لوالدتي وهل يمكن تحديد التاريخ والساعة بالضبط ؟
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي البداية نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لأبيك، وأما عدة الوفاة بالنسبة لوالدتك.. فإن كانت حاملا فعدتها تنتهي بوضع حملها كله، قال تعالى: وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أن يضعن حملهن. {الطلاق:4}.

وإن لم تكن حاملا فعدتها أربعة أشهر وعشرة أيام، قال تعالى: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا. {البقرة:234}.

وتبدأ العدة من وقت الوفاة، وحسابُ عدتها يكون بالأشهر القمرية سواء كانت مكتملة ثلاثين يوما أو تسعة وعشرين؛ إلا أن شهر الوفاة لا بد من تكميله ثلاثين يوما إذا كانت الوفاة خلال الشهر كما هو الحال في هذا السؤال.

فإذا كان يوم وفاة والدك هو اليوم الذي ذكرته فإن ذلك يقابله في بعض البلاد يوم 12 من شهر المحرم 1433هجري.

وبالتالي فإن والدتك تمكث في عدتها بقية شهر المحرم إضافة إلى صفر وربيع الأول وربيع الثاني، وتنتهي عدتها في الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة 1433هجري.

وإن حصل شك في موافقة يوم الوفاة للثاني عشر من شهر المحرم، وكان الشك يدور بينه وبين الثالث عشر جعلته يوم الثالث عشر، وبالتالي تنتهي العدة اليوم الثالث والعشرين من شهرجمادى الأولى من نفس السنة الهجرية. هذا إذا كان شهر الوفاة" المحرم " مكملا ثلاثين، فإن كان ناقصا فإن العدة تنتهي اليوم الرابع والعشرين من جمادى الأولى من نفس السنة.

والأصل في هذا أن عدة الوفاة يتعين الاحتياط في إكمالها حتى يحصل يقين بتمامها، ويشهد لما ذكرنا ما جاء في الغرر البهية شرح البهجة الوردية لزكريا الأنصاري متحدثا عن عدة الوفاة : وتعتبر الأشهر بالأهلة ما أمكن، فإن جهلت استهلال الأهلة لحبس أو غيره اعتدت بمائة وثلاثين يوما أخذا بالأحوط. انتهى.

وتنتهي العدة في اللحظة التي توفي فيها والدك بناء على مذهب الجمهور، وعند المالكية لا يحسب يوم الوفاة إذا كانت قد حصلت بعد طلوع الفجر، وراجع الفتوى رقم : 13248

تنبيه: اعلم أن الليلة في الشرع تابعة لليوم الذي بعدها فما بعد غروب شمس يوم الأربعاء يعتبر من يوم الخميس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني