الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يدعو أهل بيته الغارقين في المنكرات

السؤال

يا مولانا أنا بصراحة لا أعرف ماذا أفعل! احترت وتعبت، بيت يغرق في المنكرات، أخ يشرب الخمر، وأب لا يصلي، ونساء لا يحتجبن ويتعطرن، واختلاط ومصادقة النصارى وموالاتهم، والصلاة بالملابس المطيبة، وقد تكشف الساق، قلت لهن إن الصلاة هكذا لا تجوز فلا يعيرونني اهتماما وكأني لم أقل شيئا، وأب وأم لا ينكرون على ابنهم الذي هو مدمن خمر، ويكلمونه بكل لين، حتى وصلت به الجرأة أن يأتي إلى البيت سكرانا وهو يضحك، وأهل البيت يستقبلونه بالضحكات، وأخت أحاول أن أقنعها أن الصلاة جالسة بدون عذر قاهر في الفرائض لا تجوز، فترد علي أنه ليس هناك مصلى وهم أصلا ذاهبون ليلعبوا التنس. أنا لا أعرف ماذا أفعل. مللت من منكراتهم وإصراررهم على البقاء في الظلمات، غير دخول الرجال الأجانب إلى بيتنا بدون استئذان. فالله المستعان، الله المستعان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يفرج كربك، وأن يهدي أهلك إلى ما فيه رضاه، واعلم أيها الأخ الكريم أن الهدى هدى الله، وأن واجبك هو النصح والبلاغ، فإن أديت ما وجب عليك فما عليك من حسابهم من شيء، فعليك أن تجتهد في مناصحتهم وأن تبين لهم خطورة ما هم مقيمون عليه من المنكرات، وتبذل في ذلك ما أمكنك، وتتخذ ما استطعت من الوسائل، واجتهد في الدعاء لهم فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فإن اهتدوا فالحمد لله، وإن كانت الأخرى فلله حكمته البالغة في هداية من يهديه وإضلال من يضله، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات، وعليك أن تجتنب مجالستهم حال مقارفتهم للمنكرات، ولو خشيت أن يؤثروا على دينك واستقامتك وأمكنك أن تتخذ مسكنا آخر فافعل، والله يسددك ويعينك على ما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني