الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبق اللسان بدون تعمد معفو عنه

السؤال

يا شيخ أنا في ساعة غضب ومن غير قصد كنت أريد أن أقول: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فقمت وعكستها بسب سبق اللسان. ومرة أخرى قلت على ابن عباس رضي الله عنهما أنه من أهل الكتاب، وأنا قصدي من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أخي أن الغضب باب شر يفضي إلى كل قبيح، ويقع على المرء من ورائه ما يندم عليه غالبا، ولا يمدح الغضب من المسلم إلا إذا انتهكت حرمات الله تعالى، ومن الوصايا النبوية العظيمة ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني قال: لا تغضب، فردد مرارا، قال: لا تغضب" صحيح البخاري.
وعلى المرء المسلم أن يمسك لسانه في حالة الغضب والهدوء إلا من الكلام الطيب أو المباح، لكن لو تكلم المسلم في حالة يخرج بها عن طبيعته وأخطأ في كلامه بدون قصد منه أو تعمد، بل سبق على لسانه ذلك الكلام فلا بأس عليه ولا حرج إن شاء الله تعالى. فقد قال الله تعالى في محكم كتابه: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ [الأحزاب:5].
وشاهد ذلك ما جاء في حديث أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح " صحيح مسلم.
وانظر فتوانا رقم: 27509ورقم: 29407.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني