الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اجتناب النجاسة يشترط مع العلم والقدرة

السؤال

يا شيخي الفاضل كما تعلم أن الحياة مليئة بالمثيرات، فإننا مثلا في حفل تخرج كلنا بنات أحس بشهوة ثم بنزول السائل، وأيضا عند سماع أي أحد أمر به يشغل أغاني من الممكن أن يثير الشهوة وينزل السائل، وعندما يأتينا خبر مفرح ونفرح بذلك أحس بشهوة ثم بنزول السائل، وأنا منتقبة لكن مثلا عندما نكون في بيت العائلة يسألني ولد عمي عن شيء فأجيبه بشكل بسيط ـ فنحن لا نختلط بأولاد العم أبدا ـ أحس بنزول السائل، وقد سمعت بأن السائل هو المذي وأنه نجس، ولكن عندما يأتيني خبر طيب أو أسمع بزواج فلان من عائلتنا أحس بنزول السائل، والسؤال هو: سمعت أن هذا السائل نجس ويجب الوضوء منه، فإذا حصل أن سمعت خبرا أو غيره مما سبق فما الذي أفعله لأحترز من نجاسته خصوصا إذا كان ينزل بكثرة في اليوم الواحد؟ وماذا نفعل؟ تعبت وهلكت ففي كل ساعة لابد أن أذهب إلى دورة المياه لأنني أشعر بنزول ذلك السائل وتعبت من ذلك، وخصوصا إذا كنت خارج المنزل وكنت خارجة وأنا متوضئة، فبمجرد أن أسمع أغاني من السيارات يثير ذلك شهوتي فينزل السائل، ولا أعرف كيف أنظف ما أصاب ثوبي خارج المنزل، وخصوصا عندما يحصل ذلك باستمرار وأكون متوضئة فينتقض وضوئي بسبب ذلك فيؤدي إلى جمع الفروض إلى حين الرجوع إلى المنزل، فما الحكم؟ أرشدوني إلى الصواب لأنني أخاف أن يتنجس البنطلون والعباءة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تكونين مصابة بشيء من الوسوسة، فإن كان كذلك فلا تلتفتي إلى الوساوس، بل أعرضي عنها ولا تعيريها اهتماما البتة. وانظري الفتوى رقم: 51601.

ولا تفتشي عن هذا السائل لمجرد الشك في خروجه حتى يحصل لك اليقين الجازم الذي تستطيعين أن تحلفي عليه بأنه قد خرج منك شيء، فإنه عند الشك في انتقاض الوضوء يستصحب الأصل وهو بقاء الطهارة، ثم إن المذي إنما يخرج عند ثوران الشهوة بالفكر ونحوه، وأما السائل الذي يخرج من المرأة بلا شهوة، بل بصورة طبيعية فهو ما يعرف برطوبات فرج المرأة، وهذه الرطوبات طاهرة على الراجح فلا توجب استنجاء ولا تنجس الثياب ولكنها ناقضة للوضوء. وانظري الفتوى رقم: 110928.

فإذا تيقنت يقينا جازما أنه قد خرج منك المذي فعليك أن تستنجي منه وتتوضئي وتنضحي ما أصاب ثيابك منه، وانظري الفتوى رقم: 50657.

وأما مع عدم اليقين فلا يلزمك شيء ـ كما ذكرنا ـ وإن تعذر عليك إزالة النجاسة وخشيت خروج وقت الصلاة فإنك تتوضئين وتصلين ويعفى عن النجاسة التي تعجزين عن إزالتها، لأن اجتناب النجاسة إنما يشترط مع العلم والقدرة، وانظري الفتوى رقم: 111752.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني