الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منزلة علي في العلم.. إحالة عائشة عليه

السؤال

كانت السيدة عائشة - رضي الله عنها - إذا سئلت عن شيء قالت: اسألوا عليًّا, وكان عمر كذلك, فهل كان هذا تواضعًا منهما أو أن عليًّا - رضي الله عنه – كان أعلم منهما؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمنزلة علي - رضي الله عنه - من العلم والدين غير خافية، وقد علم بذلك عائشة وعمر - رضي الله عنهما - وغيرهما من الصحابة، وشواهد ذلك من سيرة عمر وعائشة مع علي - رضي الله عنهم - كثيرة، لكنهما لم يكونا يحيلان عليه في كل مسألة، ثم لا يلزم من الإحالة عليه أحيانًا أن يكون المحيل يرى أنه أفضل منه أو أعلم، وقصارى الأمر أن يكون يرى أنه أعلم منه بهذه المسألة المعينة، وقد روى مسلم في صحيحه عن شريح بن هانئ أنه سأل عائشة عن المسح على الخفين فقالت: ائت عليًّا فإنه أعلم بذلك مني. وعللت ذلك بقولها: فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, فهذا دليل واضح على معرفة عائشة - رضي الله عنها - بفضل أمير المؤمنين علي وضبطه للعلم، وبه يدرأ في نحر من زعم أن ما بينهما من خلاف كان بسبب سخيمة في صدرها على علي - رضي الله عنه - حاشاها من ذلك، وأما عمر - رضي الله عنه - فتقديمه لعلي ومشاورته له وصدوره عن قوله في كثير من الأمور أمر مشتهر جدًّا، حتى جاء عن سعيد بن المسيب - رحمه الله - أن عمر كان يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن, وهذا كله شاهد بما كان عليه الصحابة - رضي الله عنهم - من طلب الحق وتحريه, وإنزال الناس منازلهم, رضي الله عنهم وأرضاهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني