الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب الابن تجاه أمه وأخواته المتبرجات

السؤال

جزاكم الله كل خير على ما تقدمونه من خير في هذا الموقع الطيب. فضيلة الشيخ، أعاني من مشكلة في المنزل، وأحتاج إلى التوجيه؛ والمشكلة تتعلق بلباس أمي، وأخواتي؛ حيث إن أمي وأختي الصغرى ترتديان جلبابين، لكن نوعها من الذي ابتلي به كثير من المسلمين من لون جذّاب (أحمر مثلا) ويعد بنظري أيضا ضيقا، والمصيبة أنهن يكن كاشفات عن القدمين، وقد نبهتن، ووضحت لهن، لكن لا فائدة، وحذرت من بطلان الصلاة، لكن لا فائدة، حتى في البيت لباس الصلاة أشعر بأنه يشف ما تحته من ألوان، لكن لا فائدة، فضلا عن الحجاب المزركش، والألوان الجذابة. تتهمني أمي بأني أتلقى من شيخ يدلني على التشدد، أو كما قالت لأني لا أذكر تماما. لكن فضيلة الشيخ هذا كله في جانب، وأختي الكبرى هي الطامة الكبرى في هذا الموضوع و غيره، فهي باختصار شديد ((متبرجة)) تلبس حجابا، ويا ليته حجاب مزركش، وتلبس تنورة أو قميصا طويلا مع بنطلون، لكنه ليس حتى فضفاضا، وأمي تعجب بلبسها ولا تنهرها أو تنبهها (( طبعا أبي مسافر، وأنا الابن الأكبر وإن كان موجودا فلا يتغير شيء )) وتعد طامة؛ لأني لا أستطيع تنبيهها فهي شديدة العصبية، وعندما تغضب فهي سليطة اللسان (( أسأل الله ألّا يكون كلامي غيبة)) حتى مع أمي وأبي، لدرجة عالية جدا لكنهما لا يؤنبانها، أو يشددان عليها(قد يكون ذلك لأنها أكبر أولادهما)فما بالك بي إذا نبهتها ( يعني باختصار إقبال على الهوى ولو جئت لهم بأدلة، وأُتهم بالتشدد) هذا قليل من الموجود، حتى إني أخاف على والديّ يوم القيامة من السؤال عن حال أولادهما؛ لأنهما متعلقان بالدنيا أكثر من الآخرة، وأن الأولاد يجب أن يكونوا متفوقين دراسيا، وهناك ابتعاد عن الدين والتدين والاستقامة، وإن تكلموا في الدين يذكرون رحمة الله عز وجل وينسون أنه شديد العذاب، يعني يقعون في محارم الله ويرجون رحمة الله تعالى. نسأل الله أن يرحمنا أجمعين وآسف على الإطالة. لكن هل سأسأل عنهم يوم القيامة؛ لأني لا أستطيع إنكار المنكر إلا بلساني قليلا جدا وأحيانا كثيرة بقلبي؟ وهل من توجيه؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا أمرت والدتك وأخواتك بالحجاب الشرعي، ونهيتهن عن التبرج، فقد أديت ما عليك؛ لأن من لا يقدر على تغيير المنكر بيده فلا يكلف إلا الإنكار بلسانه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.

وعليك بالاستمرار في مناصحتهن دون يأس، مع لزوم الرفق والشفقة معهن، واضرع إلى الله عز وجل أن يفتح قلوبهن لهداه. وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 6675 ، 177369 ، 110551.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني