الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سنُّ زيد بن حارثة وزوجته

السؤال

كم كان عمر سيدنا زيد بن حارثة عندما زوجه النبي صلى الله عليه وسلم من مولاته بركة المعروفة بأم أيمن وكم كان عمر زوجته؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن معرفة أخبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرهم العطرة مما ينير القلب، ويبعث على حبهم والتأسي بهم، فهم أئمة يقتدى بهم، وأعلام يهتدى بهم.
ومن هؤلاء الأعلام سيدنا زيد بن حارثة قال عنه الذهبي: الأمير الشهيد النبوي المسمى في سورة الأحزاب أبو أسامة الكلبي، ثم المحمدي سيد الموالي وأسبقهم إلى الإسلام، وحِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو حبه، وما أحب صلى الله عليه وسلم إلا طيباً، ولم يسم الله تعالى في كتابه باسمه من الصحابة إلا زيداً.. وعيسى ابن مريم الذي سينزل حكماً مقسطاً.
عاش زيد في بيت النبوة، وكان يدعى زيد بن محمد، فلما نزل قول الله تبارك وتعالى: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ) نسب إلى أبيه فدعي زيد بن حارثة الكلبي، وكان صلى الله عليه وسلم أكبر من زيد بعشر سنين.
وهو أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من الموالي، وهو الذي نزل فيه قوله تعالى: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ) [الأحزاب:37]. أنعم الله عليه بالإسلام، وأنعم عليه صلى الله عليه وسلم بالعتق، وزوجه مولاته أم أيمن بركة الحبشية كانت أمة، ورثها صلى الله عليه وسلم من أبيه عبد الله، وكانت تحسن إليه في صغره، وتحضنه في حياة أمة وبعدها، وفي بعض الروايات أنه كان يقول لها: أمي، وقد أعتقها أيام زواجه خديجة، وقد تزوجها قبل زيد.. عبيد بن الحارث، فولدت له أيمن، واستشهد أيمن يوم حنين رضي الله عنه.
وكان زواج زيد منها ليالي بعث النبي صلى الله عليه وسلم، فولدت له أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن حبه.
وعلى هذا، فيكون عُمر زيد أيام زواجه من أم أيمن رضي الله عنها حوالي ثلاثين سنة، لأنه أصغر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، كما ذكر الذهبي وابن سعد، ومعلوم أن الوحي نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة. وسقط زيد شهيداً في مؤتة، وهو أحد الأمراء الثلاثة الذين سقطوا شهداء في ذلك اليوم هو وجعفر وابن رواحة في جمادى الأولى سنة ثمان، وهو ابن خمس وخمسين سنة.
وأما أم أيمن رضي الله عنها، فتوفيت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر، ولم نطلع على من ذكر تاريخ ولادتها، ولا كم تكبر زيداً، ولا كم عاشت، ولكن فارق السن بينها وبين زيد فارق كبير، فقد كانت حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزيد أصغر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر سنوات.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني