الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التحذير من نعت الجماعات العاملة للإسلام بالمتاجرة بالدين

السؤال

سيدي الفاضل: هل يجوز القول إن الإخوان، والسلفيين يتاجرون بالدين ليصلوا إلى الحكم؟
أنا دائما أنعتهم بهذا الوصف، ونحن الآن ننظر ماذا يحدث في مصر بسببهم؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإساءة الظن بعموم المسلمين، فضلا عن العاملين للدين، مما لا يجوز شرعا، فلا يجوز البتة ما ترمي به إخوانك من أنهم طلاب دنيا، وأنهم يتاجرون بالدين لأجل دنيا فانية؛ فإن هذا دخول فيما لا سبيل لك إلى تحقق صحته، فإنك لم تشق عن صدورهم، ولم تكشف عما في قلوبهم لتعلم ما الذي يقصدونه، والأصل إحسان الظن بالمسلم وحمله على أحسن المحامل، واحذر غائلة اللسان؛ فإن العبد قد يتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أنها تبلغ ما بلغت، يهوي بها في النار سبعين خريفا والعياذ بالله.

وأما هذه الجماعات فالظاهر من حال غالب أهلها هو الخير والسعي لإقامة الدين، وتحكيم الشرع الذي تعبدنا الله تعالى بتحكيمه والتحاكم إليه، وهذا واجب على جميع المسلمين أن يسعوا إلى إقامة دين الله وفق ما أمكنهم، وأن يعملوا على أن تسود شريعة الله تعالى التي جعل فيها صلاح العباد في دنياهم وآخرتهم، فمن عمل لتلك الغاية، وسلك في سبيل تحقيقها الوسائل المشروعة الممكنة، فهو محمود غير مذموم.

فالذي ننصحك به أن تكف لسانك عن إخوانك، وأن تتعاون معهم على البر والتقوى فيما قدرت عليه مما هو مشروع، وأن لا تظن انحصار الحق في منهج واحدة منهم بعينها، فتتعصب لها تعصبا يعميك ويصمُّك عما قد يكون عندها من خطأ ومجانبة للصواب، فمشروع كل واحدة منها هو نتاج عمل بشري اجتهادي، يقصد منه إصابة الصواب، وقد يعتريه الخطأ.

والناظر لما يحدث في كثير من بلاد المسلمين بعين العدل والإنصاف، يتبين له أن هذه الجماعات تريد بالأساس الخير لأمتها ومجتمعاتها، ولا ينكر أن عملها عمل بشري، فيه الصواب وفيه الخطأ، وأن حملات تشويههم والتي يتولى المفسدون كبرها، تهدف إلى ألا يمتد نور الدعوة الإصلاحية التي يحملونها، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني