الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

جزاكم الله خير الجزاء على جهودكم، ولدي عدة أسألة جزيتم الخير: الأول: جاءني الحيض في وقت صلاة العشاء فلم أصلها وعندما اغتسلت في اليوم السابع صليت العشاء وصلوات اليوم الذي اغتسلت فيه وبعدها بيوم لاحظت وجود إفرازات صفراء غامقه تقريبا ولا أدري متى خرجت هذه الإفرازات فاغتسلت مرة أخرى وأعدت صلوات اليوم فقط! لكن لا أردي هل هذا هو الصواب أم أقضي صلاة العشاء.
السؤال الثاني: في الأيام الأخيرة من الحيض تخرج إفرازات وأشك فيها هل هي نجاسة أم طهارة ولا أغتسل إلا حينما تنقطع ولكنني أقضي صلوات الأيام التي أشك فيها! فهل فعلي هذا صحيح؟.
السؤال الثالث: أعاني من إفرازات مستمرة تقريبا وقرأت حكمها لابن عثيمين بأنها تقطع الوضوء فأردت التأكد، لأنني أتوضأ عند كل فرض حتى وإن كان علي وضوء أعيده بسبب الإفرازات المستمرة.
السؤال الرابع: أعاني من شك الاحتلام ولكنني لا أريد هذه الشكوك أن تستمر فأصبحت حينما أستيقظ ولا أتذكر الحلم لا أغتسل
وأعاني من غازات في القولون وتتعبني عندما أصلي وخاصة في السجود والركوع وأصبح الأمر كالشك بأنني قطعت وضوئي أثناء الركوع أو السجود فأصبحت لا آخذ بهذه الشكوك وأتجاهلها، فهل فعلي صحيح؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فظاهر أنك مصابة بشيء من الوسوسة، والذي ننصحك به ابتداء هو الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إلى شيء منها. وأما قضاء صلاة العشاء التي رأيت الحيض في وقتها ففي لزومه لك قولان للعلماء، والأحوط هو ما فعلته من القضاء، وأما قضاء صلوات اليوم الذي طهرت فيه فلم يكن يلزمك إلا إذا كنت رأيت الطهر وأخرت الاغتسال هذه المدة، واعلمي أن الواجب عليك هو المبادرة بالاغتسال فور رؤية الطهر بإحدى علامتيه: الجفوف أو القصة البيضاء، وأما ما رأيته بعد ذلك من صفرة فإن كان في زمن العادة فهو حيض، وما فعلته من الاغتسال صحيح، لكن لم يكن يلزمك قضاء صلوات ذلك اليوم، لأن الأصل خروج هذه الإفرازات في أقرب زمن يحتمل خروجها فيه، وصلواتك تلك وقعت صحيحة لكونها في طهر متخلل وهو طهر صحيح على الراجح، وانظري الفتوى رقم: 138491.

وأما إن كنت رأيت هذه الصفرة في غير زمن العادة فإنها لا تعد حيضا على ما نفتي به، ومن ثم فلم يكن يلزمك الاغتسال ولا قضاء شيء من الصلوات، وانظري الفتوى رقم: 134502، لبيان حكم الصفرة والكدرة.

وأما الإفرازات التي تخرج منك في آخر أيام الحيض: فإن كانت صفرة أو كدرة فهي حيض إذا كانت متصلة بالدم أو كانت في زمن العادة، ومن ثم فإنك لا تغتسلين إلا بعد انقطاعها ولا تقضين شيئا من صلوات تلك الأيام، وإن كانت من رطوبات الفرج المعتادة فهي طاهرة، ويجب عليك الغسل برؤية الطهر وهو انقطاع خروج الدم وما اتصل به من صفرة أو كدرة ولو وجدت هذه الرطوبات، ولبيان الفرق بين الصفرة ورطوبات الفرج انظري الفتوى رقم: 167711.

وأما إذا شككت هل انقضى الحيض وحصل الطهر أو لا؟ فالأصل بقاء الحيض فلا تغتسلي حتى تتيقني حصول الطهر ولا تقضي بعد اغتسالك شيئا من الصلوات، وأما رطوبات الفرج فهي ناقضة للوضوء كما ذكرت، وإذا كنت مبتلاة بسلس هذه الرطوبات فإنك تتوضئين لكل صلاة بعد دخول وقتها، ولا يلزمك التطهر من هذه الرطوبات لكونها طاهرة على الراجح، وانظري الفتوى رقم: 110928.

ولبيان ضابط الإصابة بالسلس انظري الفتوى رقم: 119395.

وإذا شككت هل احتلمت أو لا وهل انتقض وضوؤك أو لا؟ فلا تلتفتي إلى شيء من هذه الشكوك واعملي بالأصل وهو عدم الاحتلام وبقاء الطهارة، ولا يلزمك الغسل أو الوضوء إلا إذا حصل لك اليقين الجازم بحصول ما يوجب ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني