الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التمكن من العلم أولا ثم النصح بالحكمة والموعظة الحسنة

السؤال

هناك مسجد ينتمي إلى طريقة من ‏الطرق الصوفية، وهي الطريقة ‏الرفاعية، بالقرب من منزلي، وكما ‏تعلمون كيف يبتدع هؤلاء الذين ‏يسمون أنفسهم بالصوفية، والصوفية ‏الحق منهم براء، فإنهم يصلون على ‏النبي عليه وعلى آله وأصحابه ‏الصلاة والسلام، بالإضافة إلى قولهم ‏الدعاء بعد الأذان وهو: " اللهم رب ‏هذه الدعوة التامة..." الدعاء، ولكن ‏في المذياع وكأنه ضمن الأذان، ‏بالإضافة إلى قيامهم بدفن شيوخهم ‏في هذا المسجد، ويقومون كل يوم ‏خميس وجمعة بالتهليل له بالطبل، و‏المدح إلى آخره، وقد يطوفون حول ‏قبره أيضاً؛ لأني رأيت ذلك عند ‏المرور بضريح لهم عند الذهاب إلى ‏منزلي، علاوة على الموالد، وأيضا ‏أتباعهم يقبلون أيدي أي شخص ‏ينتمي إلى شجرة عائلة هذه الطريقة ‏وإن كان شاباً لا يملك علماً، فإني ‏أرغب بنصيحتهم والإنكار عليهم، و‏نصحهم بالحكمة والموعظة الحسنة ‏امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه و ‏سلم: " من رأى منكم منكرا فليغيره ‏‏..." الحديث، ولكني على بداية ‏الطريق لطلب العلم الشرعي حيث ‏إني لم أنته بعد من كتاب عمدة الفقه، ‏لكني أقرأ الكثير من الكتب، و ‏المقالات للشيخ ابن عثيمين، وأحفظ ما ‏فيها من أحاديث، وقرآن، وبفضل الله ‏حفظت 10 أجزاء من القرآن، وما ‏زلت أحفظ حتى أختمه، أي إنني ‏لست متمكناً من العلم الشرعي، ‏وربما هؤلاء المبتدعة يجادلونني في ‏شيء لم أعلمه، لكني تكلمت مع واحد ‏منهم قبل ذلك على اللحية، ووضحت ‏له قول الأئمة الأربعة وتحريم حلقها، ‏علاوة على الآيات والأحاديث، لكنه ‏أقسم بالله أنها لا يحرم حلقها بدون ‏دليل، وكذلك يأتي بأحاديث ‏موضوعة، وقد علمتها بفضل الله قبل ‏مقابلته، ووضحت له إسناد هذه ‏الأحاديث دون جدوى.
فبما ‏تنصحوني بارك الله فيكم، وزادكم ‏علماً، وثقل الله ميزان حسناتكم بهذا ‏المجهود.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الأحمدية الرفاعية من الطوائف الصوفية، وقد كتبنا عن الصوفية وأنهم ليسوا سواء في المنزلة، فمنهم المتبعون لسنة محمد صلى الله عليه وسلم؛ ومنهم المبتدعة الذين أحدثوا في الدين ما لم يأذن به الله، وبينا أن الصوفية القدامى كانوا يحثون على التمسك بالكتاب والسنة، وهذا منقول عن كثير من أئمتهم المتقدمين، ثم طرأ بعد هؤلاء الأقدمين ناس أدخلوا في منهج التصوف كثيراً من الانحرافات العقدية والسلوكية.

وانظر تفصيل الكلام عنهم في الفتوى رقم: 64723 والفتوى رقم: 13402، والفتوى رقم: 80842 ، والفتوى رقم: 58976 والفتوى رقم: 191919 .

وأهم ما ننصحك به في بداية الطلب أن تجتهد في تعلم العلم وتعليمه، فاحرص على حفظ وتفهم كتاب الله وسنة نبيه الغراء، وعلّم ما تعلمت من ذلك للناس، وبين لهم أن طريق السعادة في التمسك والاعتصام بهما، وأن من حاد عن هذه الطريق واتبع غير تلك السبيل فهو على شفا هلكة، فمن أراد السعادة فليتبع النبي صلى الله عليه وسلم كما اتبعه الصحابة والتابعون في القرون الثلاثة المفضلة، فلا يكون له قدوة ولا إمام إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يفعل شيئا إلا أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به، ولا يتعبد بشيء إلا إذا علم أن النبي صلى الله عليه وسلم شرعه لأمته، فالحلال ما أحله الله ورسوله، والحرام ما حرمه الله ورسوله، والدين ما شرعه الله ورسوله، وليتجنب البدع والمحدثات؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .

وراجع في حكم اللحية، ودفن الموتى بالمساجد، وحكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ورفع الصوت بها بعد الأذان الفتاوى التالية أرقامها: 54895 ، 30099 ، 71215 ، 93356.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني