الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا على من فعل معصية قبل البلوغ وبقي أثرها

السؤال

هل الإنسان إذا فعل معصية قبل البلوغ، وبقي أثرها. يجب عليه أن يبذل المستطاع في محو أثرها إذا بلغ مثل الإفتاء بغير علم؟
وهل النميمة والغيبة قبل البلوغ لهما نفس الحكم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي السؤال غموض، ولكن نقول: إذا كان قد صدر من هذا الشخص معصية في الصغر، فلا إثم عليه؛ لحديث أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم (أي يبلغ) وعن المجنون حتى يعقل. رواه أحمد وغيره. وانظر هذه الفتوى: 144471.
أما عن آثار المعصية، فإذا كانت هذه الآثار تتعلق بالعبد نفسه كأن بلغ ولا يزال يقترف المعصية، فيجب عليه التوبة من ذلك. وأما إن كانت هذه الآثار تتعلق بغيره، كما لو أخبر عن حكم شرعي على غير وجهه الصحيح، وعمل به بعض الناس بناء على قوله، وبلغ هذا الشخص ولا يزالون كذلك، فعليه أن يصحح لهم خطأهم إن كان قادرا على ذلك، فيكون حكمه حكم غيره من المكلفين في وجوب النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وكذلك يجري هذا التفصيل في الغيبة والنميمة، من حيث عدم الإثم بارتكابهما قبل البلوغ، وأما إن ترتب على غيبته أو نميمته ظلم لأناس، وقد استمر هذا الظلم حتى بلغ، وهو قادر على إزالته بنفي كلامه الأول عنهم، فعليه إزالته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني