الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حرمة إتيان الزوجة في دبرها ومفارقة من تصر على ذلك

السؤال

اعذروني على ما سأقول، واستغفروا الله لي.
باختصار: أنا شاب متزوج، ولي ثلاثة أبناء, زوجتي جرتني إلى وطئها في الدبر تدريجيا وهي لا تعلم أني تفطنت لذلك, لكني أصبحت - يا حسرتي - لا أرفضه, رغم أني نصحتها باتباع الوطء الحلال, لكنها تفضل الدبر حتى ظننت أنها مريضة نفسيا أو جنسيا, أو أنها تخونني أو خانتني حتى قبل الزواج؛ لأن الوطء في الدبر لا يخلف ولدا أو أثرا، ولا تستطيع معرفته.
أنا في حالة مزرية منذ أشهر، ووالله لولا الأولاد لطلقتها, لكنني لم أطلقها، كما لم أوقف الوطء الحرام, وإني لألعن وزوجتي صباح مساء رغم أني حاج لبيت الله الحرام، وأنا في الثلاثينيات, وزوجتي عدا ما ذكرت امرأة صالحة، صبرت معي، وتربي أبنائي جيدا, وتعامل أبي وأمي أحسن المعاملة, كما أن والدي قرنا رضاهما بعدم الطلاق؛ لأنهما لا يعلمان الكوارث الكامنة إلا بعض المشاكل السطحية التي لم تقنعهما.
في بعض المواقف كانت زوجتي تضطرب وأنا حائر في أمري, فأنا أعتقد اعتقادا يكاد يكون جازما أنها خانتني قبل الزواج, لكني عندما أنظر إلى أولادي أحتار أكثر, فابني 07 سنوات يحفظ بعض القرآن، ومتفوق في الدراسة, وابنتاي 03 , 04 سنوات تحفظان الكثير من الأدعية، وقصار السور، والفضل لروضة الأطفال، ولأمهما التي تربيهم بطريقة راقية, ومن جهة أخرى أعصي الله ليل نهار، وأنا حاج لبيته الحرام، ومعروف في مدينتي بالالتزام والنزاهة، وتتبع الحلال في التجارة, والله يعلم صدق كلامي وأنتم لا تعلمون, أيها السادة أنا لا أطلب الرحمة، فالله أرحم منكم وأعدل منكم، وهو أعلم بالسرائر وما تخفي الصدور, ولكن أفتوني في مصير هذه الأسرة أرجوكم, والله كاد الأرق يقتلني رغم أني مواظب على الصلاة وخاصة صلاة الصبح في الجماعة، ومنذ حججت فقط بعض الصلوات، فاتني وقتها, ووالله إني أظن أن في قلبي بعضا من حب الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى أن الوطء في الدبر محرم، وكبيرة من الكبائر كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 34015.
فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله عز وجل مما وقع بينك وبين زوجتك من الوطء المحرم، وعليك أن تبين لزوجتك تحريم هذا الفعل وكونه من كبائر الذنوب، وأن عليها أن تتوب إلى الله عز وجل من هذا الفعل، وأطلعها على الفتوى رقم: 118150 وما أحيل عليه فيها من فتاوى.
والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، واعلم أنه لا يجوز لك اتهام زوجتك بالفاحشة بغير بينة، ووقوعها معك في هذا المنكر ليس دليلا على وقوعها في الفاحشة –والعياذ بالله- قبل الزواج أو بعده.
فاتق الله أنت وزوجتك، وتوبا توبة صادقة، واحذرا من استدراج الشيطان لكما إلى هذا المنكر، وأمسك زوجتك وعاشرها بالمعروف، وأحسن الظن بها، واقطع على الشيطان طريق الوساوس والشكوك، واستعن بالله عز وجل وتوكل عليه، وإذا كنت لا تستطيع الكف عن ارتكاب هذا المنكر معها لسبب ما، ففارقها وتزوج من لا تقبل هذا المنكر ولا تساعد عليه؛ وراجع الفتوى رقم: 1410.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني