الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترديد أسماء الله الحسنى بأعداد معينة

السؤال

هل يجوز ترديد أسماء الله الحسنى بأعداد معينة، كقول يا متكبر، يا متكبر 100 مرة، أو يا غفور 500 مرة، أو يا رحيم، والظن بأن لكل اسم خاصية، مثال: الاسم: الله ـ خواصه: له فوائد عظيمة لا تعد ولاتحصى، من أدمن ذكره لا يستطيع أحد النظر إليه إجلالا له، والاسم: الرحمن ـ خواصه: من دوام على ذكره دبر كل صلاة مائة مرة كان ملطوفا به في جميع أفعاله وأقواله، والاسم: الرحيم ـ خواصه: من داوم على ذكره يكون مجاب الدعوة ولا يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه، والاسم: الملك ـ خواصه: من يذكره يوم الجمعة قبل طلوع الشمس ألف مرة يسر كل مطلب له وقضى له حوائج الدنيا والآخرة، والاسم: القدوس ـ خواصه: من ذكره كل يوم وقت الزوال مائة مرة أمن من شر النفس والوسواس وأذهب الله عنه كل شهوة في الحرام، والاسم: السلام ـ خواصه: من أدمن ذكره سلم ورزقه الله الصحة والعافية والاسم: المؤمن ـ خواصه: من أدمن ذكره مائة وعشرين مرة كل يوم أمن الوسواس وكان مجاب الدعوة؟ أرجو من سماحتكم الرد في أقرب وقت، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الذكر المشروع هو ما كان بكلام تام مفيد.. وأما الذكر باسم مفرد من أسماء الله تعالى أو بكلام غير تام: فلم يرد في الشرع ولم يؤثر عن أحد من السلف الصالح، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: الشَّرْع لَمْ يَسْتَحِب مِنْ الذِّكْرِ إلَّا مَا كَانَ كَلَامًا تَامًّا مُفِيدًا مِثْلَ: لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَمِثْلَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، وَمِثْلَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَمِثْلَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ.. فَأَمَّا الِاسْمُ الْمُفْرَدُ مُظْهَرًا مِثْلَ: اللَّهُ، اللَّهُ، أَوْ مُضْمَرًا مِثْلَ: هُوَ، هُوَ ـ فَهَذَا لَيْسَ بِمَشْرُوعِ فِي كِتَابٍ وَلَا سُنَّةٍ، وَلَا هُوَ مَأْثُورٌ أَيْضًا عَنْ أَحَدٍ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَلَا عَنْ أَعْيَانِ الْأُمَّةِ الْمُقْتَدَى بِهِمْ، وَإِنَّمَا لَهِجَ بِهِ قَوْمٌ مِنْ ضُلَّالِ الْمُتَأَخِّرِينَ.

وأما كون أسماء الله تعالى لكل منها خاصية: فإن هذا لم يثبت فيه دليل من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سبق التنبيه عليه في الفتويين رقم: 28286، ورقم: 37450.

والذي ننصح به ـ بعد تقوى الله تعالى ـ هو ذكر الله تعالى بكلام تام، وكثرة دعائه بأسمائه وصفاته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني