الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يدرب المرء نفسه على نصح الآخرين؟

السؤال

أنا شاب في غلظة، أحب الدين وأحب نصرته، لكن ليست لدي الحكمة في النصح، وأنصح باللين في بعض المرات، لكن إن لم يستجب لي أغضب كثيرا، وربما أستعمل كلمات قاسية، فماذا أفعل في نظركم، وهل أترك النصح، وإن كان لمن أعرف جيدا؟ ومن جهة أخرى، عندي مشكلة أخرى: وهي أنني لا أجد في نفسي الشجاعة على نصح من لا أعرف، مع العلم أنني أحب أن أفعل ذلك لكنني لا أستطيع، لأنني ربيت وحيدا ولا أعرف الانسجام بسرعة، أفيدوني رحمكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجب على كل مسلم النصح لكل المسلمين، ففي الصحيحين عن جرير بن عبد الله قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم.

وفي صحيح مسلم عن تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.

والأصل في النصيحة أن تكون بالرفق واللين وبالتي هي أحسن حتى مع الفسقة والفجار، قال الله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام: اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى {طه: 43ـ44}.

وإذا تقرر وجوب النصيحة، فالواجب السعي في التمرن عليها وعلى اللين فيها وعدم تركها، وليستعن في ذلك بصحبة المتمرسين وأهل الخبرة والتجربة، وبالمواصلة والدعاء أن يكسبك الله الحكمة والمهارة ويجعلك هاديا مهديا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني