الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في رد الفتاة الخطاب إذا كانوا غير مناسبين

السؤال

أنا فتاة عمري 22 سنة، ‏وأريد أن أسأل: ما رأيكم وما حكم ‏الفتاة التي ترفض الخطاب بأسباب ‏ولكن ليست مقنعة كثيرا كعمره، أو ‏شكله، أو ليس مناسبا ولا مقاربا لأفكاري، أو لم ترتح له وغيره.‏
فقد أتاني في حياتي التي مضت إلى ‏الآن 4 خطاب، ويتم الرفض مني. فأول ‏مرة كنت صغيرة وأدرس بالمرحلة ‏الثانوية، ولم يعجبني أهل الخاطب، ‏وكان هناك فارق سن، ورفضت. ‏وثاني مرة كان أيضا فارق سن، ولم ‏أرتح لمجيئه. وثالث واحد بسب عدم ‏تقبلي لشكله، ولم أرتح له فقد رأيت ‏صورته !‏ ورابع لم يكن له مؤهلات لكي أوافق ‏عليه، فهو لا يناسبني أبدا، وللعلم ولا ‏واحد فيهم رأيته الرؤية الشرعية، ‏كلهم فقط حينما يأتي أهله أرفض. فما السبب؟ وما حكم ‏فعلي؟ وهل أنا مذنبة وقطار الزواج ‏يفوت؟ ولكن أملي الوحيد في الزواج هو ‏أن يكون لي الفرج والفرح الذي ‏أريده وأتمناه. هل أنا مخطئة وأتشرط ‏ومذنبة أم من حقي أن أحصل على ‏الشيء الذي أتمناه ؟
لقد تعبت من قدري، فلا يأتيني شيء ‏في حياتي كما أريد. وكل أملي في الزواج ‏أن يحقق لي ما أتمناه.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك في رد الخطاب الذين لا يناسبونك من جهة المال، والتعليم، والسن ونحوه، بل مراعاة هذه الأمور أمر حسن لا ينبغي إغفاله؛ وانظري الفتوى رقم: 26055.
ورفضك للخطاب قبل مجيئهم لرؤيتك لا تأثمين به، لكن ننبهك إلى أن تكرار رفض الخطاب، والمبالغة في الشروط المطلوبة في الخاطب، مسلك غير مأمون العواقب؛ وراجعي في ذلك الفتويين: 104869 ، 71053.
كما ننبهك إلى أن التسخط على القدر من كبائر الذنوب، والرضا بالقدر من أسباب سعادة الإنسان وفلاحه في الدنيا والآخرة، ولا ريب أن كل ما يجري للعبد فهو بقدر من أقدار الله التي يجريها بحكمته البالغة ورحمته الواسعة، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا؛ قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [البقرة:216].

فأحسني ظنك بربك، وتوكلي عليه، وأكثري من دعائه؛ فإنه قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني